الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد الإيذاء لا يبيح قطيعة الرحم

السؤال

خالي لا يتحدث مع أمي، ولا مع إخوته، ويظن أن أمي سرقته في ميراث جدي. ويخبر أولاده وأبناء إخوته بهذا الكلام، وأمي متأذية جدًا، وتبكي بسببه، بينما هو يتحدث معي بشكل عادي. فهل إذا توقفت عن الحديث معه يُعتبر ذلك قطعًا للرحم؟ لأنني لا أستطيع تقبّل اتهام أمي بالسرقة، ثم يأتي ليمازحني ويضحك معي. مع العلم أن أمي لم تطلب مني مقاطعته، بل على العكس.
وحاصل المشكلة: أنه بعد وفاة جدي، أراد خالي أن يأخذ الشقة دون إعطاء أي من إخوته حقهم، لكن أمي وقفت في وجهه، وقامت بتقسيم التركة بشكل عادل، حيث أعطته حقه، وأعطت كل واحدة من خالاتي حقها، ومع ذلك، هو الوحيد الذي يرى أن أمي سرقته.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقطع خالكِ أختَه؛ منكر كبير؛ فصلةُ الرحم واجبة، وقطعها من الكبائر، ففي صحيح مسلم عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يدخل الجنة قاطع رحم.

لكن وقوعه في هذا المنكر، وإيذاءه باتهام أمّك بالسرقة، كل ذلك لا يبيح لكِ قطعه، وراجعي الفتويين: 348340، 455095.

ومن أفضل أنواع صلته: إخلاص النصيحة له برفق وحكمة، وأمره بصلة الرحم، ونهيه عن قطع الرحم، والسعي في الإصلاح بينه وبين إخوته؛ فالإصلاح بين الناس من أحبِّ الأعمال إلى الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني