الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يسدد أبوه المتوفى جزء من قطعة أرض اشتراها من قديم

السؤال

اشترى والدي قطعة أرض منذ30سنة تقريبا ًولم يسَّدد جزء بسيطا من المبلغ في حينها والآن بعد أن توفي والدي والشخص الذي اشترى منه، أريد أن أسدد المبلغ فكيف أسدده نفس المبلغ المطلوب أم على تقدير اليوم. علماً أنه إذا كان نفس المبلغ فهو لايساوي شيئا أبدا ولاينتفع به الورثة وأما إذا قدرناه بسعر الأرض اليوم فيكون كبيراً جدا ولا أستطيع سداده علما بأن أحدا لم يطالبني بالمبلغ لأن الشخص متوفى والورثة لايعلمون بذلك . وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي قرره أهل العلم هو أن الدين إنما يلزم في قضائه ما ثبت في ذمة المدين وقت التحمل، ولا اعتبار لما بلغته قيمته وقت الأداء، فإذا كانت العملة التي تحدد بها الدين أصلا مازالت موجودة ومتعاملا بها فالأمر ظاهر، وإن انعدمت وتعومل بعملة أخرى بدلها، فالواجب قيمة الدين بالعملة الجديدة وقت اجتماع استحقاقه وانعدام العملة، قال خليل ابن اسحاق: وإن بطلت فلوس فالمثل أو عدمت فالقيمة وقت اجتماع الاستحقاق والعدم.

وفي كلا الحالتين لا يرجع إلى تقويم الأرض.

وبناء عليه فواجبك هو أن تعطي ورثة بائع الأرض لأبيك ما بقي من الدين بالغا ما بلغ، فإن كانت العملة

التي تقرربها قدره أصلا، قد انعدمت وصار التعامل بغيرها، فالواجب إعطاء قيمته من العملة الجديدة.

وعليك أن تستسمح منهم فيما وقع من التأخير إن كانت فيه مماطلة.

ونرجو الله أن يتقبل منك حرصك على أداء الحقوق.

ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 6460.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني