الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من قول يعقوب لأبنائه " بل سولت لكم أنفسكم أمرا"

السؤال

أرجو أن توضحوا لي المسألة التالية:في سورة يوسف عندما كاد الله ليوسف عليه الصلاة و السلام و تمكن من أخذ أخيه،و لما رجع إخوته إلى أبيهم و أخبروه القصة و أكدوا له أنهم صادقون "و هم كانوا كذلك بالفعل"،لماذا قال لهم أبوهم :"بل سولت لكم أنفسكم أمرا"و هو عليه الصلاة و السلام معصوم عن الظلم.أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أجاب الألوسي في تفسيره عن هذا الإشكال فذكر أن الإضراب في "بل سولت" ليس المراد به الإضراب عن صريح كلامهم، فإنهم صادقون فيه في الظاهر، بل عما يتضمنه من ادعاء البراءة من التسبب فيما نزل به، وأنهم لم يصدر عنهم ما أدى إلى ذلك من قول أو فعل، بل صدر منهم ما يسبب ذلك، يريد فتياهم بأخذ السارق بسرقته، وليس ذلك من دين الملك، وإنما هو من دين يعقوب.

وذكر ابن الجوزي أن المراد سولت لكم أنفسكم أنه سرق وهو لم يسرق بالفعل.

وذكر ابن عطية وابن عاشور أنه اتهمهم قياسا على فعلهم بيوسف سابقا واستنادا إلى علمه بأن ابنه لا يسرق وأنه يجوز على النبي الخطأ في الظن في أمور العادات كما جاء في حديث ترك إبار النخل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني