الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنام في غرفة وزوجها في غرفة لإهانته لها فما الحكم

السؤال

أرجو التكرم بالإجابة على سؤالي هذا جزاكم الله كل خير.مؤخرا أعيش حالات نقاشات مع زوجي لا نهاية لها ومؤخرا هو ينام في غرقة وأنا في غرقة أخرى مع العلم أن مدة زواجنا لا تزيد عن عامين.لا أنكر أنه طلب مني أن نناقش الموضوع لكني رفضت لأني لم أستطع أن أنسي الإهانات التي كان يهاجمني بها, مع العلم بأنني حامل في شهري الثاني وأمر بظروف صحية صعبة لذا رفضت النقاش معه من يومنا هذا هو ينام في غرفة وأنا في أخرى ما حكم الشرع في عدم خضوعي له؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن طبيعة الحياة الأسرية تحتاج إلى نوع من الصبر والتفاهم ومعرفة كل من الزوجين حقوق الطرف الآخر عليه، والاعتراف بها، ومن ثم الاستجابة بما يبعد خطر الخصام والشقاق عن الطرفين وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

ولمعرفة هذه الحقوق ندعوك إلى مراجعة الفتوى رقم: 27662.

ومن جملتها أن الزوجة يجب عليها أن تطيع زوجها بالمعروف.

وعلى هذا، فقد كان عليك أن تلبي ما طلب منك زوجك لحل المشاكل بينكما بالنقاش حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه من الود والتوافق.

ثم أعلمي أن مبيتك في غرفة مستقلة عن زوجك وهو في حاجة إليك فيما يتعلق بأمور الاستمتاع كبيرة من كبائر الذنوب، لما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات عضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.

هذا، وننصح زوجك بأن يتقي الله فيك ويعاملك بالحسنى في القول والعمل، ومن ذلك الكف عن شتمك والإساءة إليك، لأنه إذا كان هذا ممنوعاً في حق المسلم عموماً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. متفق عليه، فهو في حق الزوجة والصاحبة بالجنب أشد وأشنع، كما أن هذا يدخل في أذية المسلم.

وقد قال الله تعالى منبها إلى خطورة هذا الفعل ومدى إثم صاحبه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب: 58}.

وأخيرا نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يصلح أحوال المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني