الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل وجد صحابي وتابعي في القرن السادس الهجري؟

السؤال

هل وجد في القرن السادس من الهجرة صحابي وتابعي، ومن هما؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن المقطوع به جزمًا أنه لم يبقَ أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مائة وعشر من الهجرة النبوية الشريفة، حيث توفي آخر صحابي، وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة -رضي الله عنه-، كما قال ابن حجر في الفتح، والنووي في شرح صحيح مسلم عند شرح الحديث المتفق عليه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: صلّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلّم قام، فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها، لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد.

وهذا دليل صريح على عدم وجود صحابي حي بعد تلك المدة.

ولعل السائل الكريم يشير إلى ما ذكره بعض أهل العلم من قصة شيخ يسمى: رتن الهندي الذي ظهر في القرن السابع الهجري، وادّعى الصحبة، وهو كذاب، قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: رتن الهندي، وما أدراك ما رتن؟ شيخ دجال بلا ريب، ظهر بعد ستمائة، فادّعى الصحبة، والصحابة لا يكذبون، وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءًا. وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.

ومع كونه كذابًا، فقد كذبوا عليه جملة كبيرة من أسمج الكذب والمحال. انتهى.

وأما وجود تابعي في القرن السادس الهجري، فهو شبه مستحيل عادة، ولم نسمع من ادّعى شيئًا من ذلك.

هذا وننصح السائل الكريم بطرح الأسئلة التي يستفيد منها في دِينه أو دنياه، وأن يعرض عما لا فائدة وراءه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني