الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسلام المبتلى بمرض مزمن صحيح

السؤال

السؤال: لو طلب شخص مسلم فتاة مسيحية أرادت الزواج منه، الدخول في الإسلام بعد علمها بمرض عضال ألم بها وأن دخولها في الإسلام هو خير لها وشفاء وتخفيف من الله واقتنعت بذلك هل يقبل منها إسلامها؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله دعا عباده للتوبة من جميع الذنوب ومنها الشرك ووعدهم سبحانه وتعالى بقبول التوبة ما لم تصل الروح إلى الحلقوم، قال الله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {النساء:17}، قال الحسن البصري: ما لم يغرغر، وقال عكرمة: الدنيا كلها قريب. وقال الضحاك: ما كان دون الموت فهو قريب. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. رواه مسلم عن أبي هريرة، وفي حديث ابن عمر قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه، وروى ما لم يعاين.

ومما يدل على قبول إسلام المريض ما رواه البخاري وغيره عن أنس قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه يعوده فقعد عند رأسه فقال: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار. وثبت في الصحيحين أنه عرض على عمه الإسلام في مرضه الذي مات فيه، وبهذا يعلم أن إسلام المتلبس بالمرض المزمن صحيح وتوبته من كفره مقبولة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني