الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

نحن في بلادنا يؤذن ويقام الصلاة الصبح والسماء مظلمة وكل النجوم ساطعة لأنهم يعتمدون على الأوقات الفلكية، فهل هذا صحيح، لأني قد علمت مؤخراً أن أول وقت صلاة الصبح هو طلوع الفجر الصادق الذي لا يكون إلا بظهور شيء من الإحمرار من جهة المشرق، وهل أقوم بقضاء الصلوات التي صليتها في الوقت الخاطئ أي قبل ظهور الاحمرار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن دخول وقت الصلاة شرط لصحتها، لقوله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم المواقيت بياناً واضحاً لا لبس بعده، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بيان وقت كل صلاة وجاء فيه أن وقت الصبح من طلوع الفجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس.رواه مسلم.

وفي حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل عليه السلام فقال له: قم فصله فصلي الظهر حين زالت الشمس... ثم جاءه الفجر حين برق الفجر أو قال سطع الفجر. رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني.

والمقصود بطلوع الفجر هو ظهور الفجر الصادق المعترض بالأفق ولا يعقبه ظلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا يعني معترضاً. رواه مسلم عن سمرة.

قال ابن رشد: واتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس إلا ما روى عن ابن القاسم عن بعض الشافعية أن آخره الإسفار. انتهى.

ووجود الظلام لا يتنافى مع طلوع الفجر، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فتشهد معه النساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس. والغلس هو الظلام أو اختلاط ظلام الليل بضياء الصبح، فالمدار في صحة الصلاة هو تحقق دخول الوقت.

واعلم أن الأصل في معرفة أوقات الصلاة هو معرفة العلامات الكونية التي جعلها الشرع دليلاً على الأوقات.

أما تأخير الصلاة لحين ظهور الحمرة، ففيه كراهة. قال النووي: ويكره تأخير الصبح لغير عذر إلى طلوع الحمرة يعني الحمرة التي قبيل طلوع الشمس. انتهى.

وعليه، فوقت صلاة الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق، وقد سبق بيانه، وليس بظهور الحمرة، وينتهي بطلوع الشمس، وليس عليك قضاء شيء من الصلوات الماضية إذا كنت قد صليتها بعد طلوع الفجر الذي بيناه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني