الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج من نصرانية تخفي إسلامها خوفا من أهلها

السؤال

أما بعد,
لقد تعرفت على فتاة نصرانية تريد اعتناق الإسلام, وقد اعتنقت الإسلام عن قناعة وثقة بالله وحده, و المشكلة أنها ما زالت تخفي إسلامها عن أهلها لأنهم لو عرفوا ربما قتلوها, ولا أخفيكم بأني قد أعجبت بها وأريد أن أتزوجها, فذهبت إلى أهلها ولكنهم رفضوا بشدة فقط لأني مسلم (مع العلم أنهم قالوا لا يوجد سبب في رفضنا هذا سوى أنك مسلم, فأنا والحمد لله قد تفضّل الله علي في كل شيء),
سؤالي هو: هل يجوز أن أتزوج هذه الفتاة, لكي تعلن إسلامها و تستطيع عبادة ربها بدون مشاكل من أهلها, وكذلك كي أحصن نفسي ونفسها بعلاقة الزواج الشرعية على ملة الإسلام, دون موافقة أهلها على هذا الزواج؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع من الزواج بهذه الفتاة، بل ربما كان لك في ذلك أجر لسببين:

1- أن هذا يزيد هذه الفتاة تمسكا بإسلامها ويعينها على إقامة شعائر دينها، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري. ومعلوم أنه لا فرق في هذا بين الرجل والمرأة.

2- أن في هذا حفظا لهذه الفتاة من الضياع والحيلولة دون انتقام أهلها منها بسبب إسلامها.

أما من يتولى العقد عليها فهو القاضي، لسقوط ولاية أبيها بالكفر، لأنه لا ولاية للكافر على المسلمة إجماعا، لقول الحق سبحانه: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا {النساء: 141}. وراجع الفتوى رقم: 10748.

وإذا كانت تخاف حقا من أهلها فلترفع أمرها إلى السلطات في بلدها حتى لا يصل إليها أذى من أهلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني