الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أخر القضاء لنسيان أو جهل حتى دخل رمضان آخر

السؤال

لقد أتتني الدورة الشهرية وأنا في الصف الخامس أو السادس أي ما بين 9 - 13 من العمر ولا أدري إن كنت أصوم هذه الفتره أم لا لجهلي أو لعدم معرفتي، فهل علي إثم وماذا علي أن أفعل؟إذا افترضنا أنني كنت أصوم ولا أدري إن كنت قضيت الأيام التي كنت قد أفطرتها بسبب الدوره الشهرية لعدم معرفتي ولجهلي بقضائها وعندما سألت أمي بالموضوع قالت بأنها لا تتذكر، فماذا أفعل وإن كان علي أن أقضي فكم هي المدة حيث أنني لا أتذكر وهل علي ان أقضيها قبل رمضان القادم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا حاضت الفتاة لتسع سنين فأكثر، فإنها تعتبر بالغة وتلزمها الأحكام الشرعية كالصلاة والصوم وغير ذلك، فيجب عليك قضاء ما تركت صيامه من رمضان أو أفطرته بسبب الدورة الشهرية، فإن كنت لا تذكرين عدد ما أفطرته بالتحديد، فعليك بالاجتهاد والتحري في تحديد ذلك، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وينبغي لك الاحتياط وصوم ما ترين أن ذمتك تبرأ به بيقين، ونسأل الله عز وجل أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

ولا كفارة عليك عن كل يوم لم تقضه حتى دخل عليك رمضان الذي بعده ما دمت جاهلة بحرمة التأخير، ففي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي نقلاً عن الأذرعي ما نصه: قال الأذرعي: لو أخره لنسيان أو جهل فلا فدية كما أفهمه كلامهم، ومراده الجهل بحرمة التأخير وإن كان مخالطاً للعلماء لخفاء ذلك. انتهى

وأما بعد العلم بوجوب القضاء، فيجب عليك المبادرة به، لأنك علمت حرمة التأخير ولو أخرت لغير عذر فعليك كفارة عن كل يوم وهي إطعام مسكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني