السؤال
هل يجوز أن نقول في الدعاء
يا رب الأرباب
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا حرج على الداعي أن يقول في دعائه: يارب الأرباب قاصداً بها الثناء على الله تعالى. بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود المتفق عليه: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو" وفي لفظ للبخاري: " من الثناء ما شاء".
ففي هذا الحديث إطلاق من الشارع للداعي أن يحمد الله تعالى ويثني عليه بما شاء، ولا يشترط أن يكون ذلك بالمأثور عنه صلى الله عليه وسلم، وقول الداعي: يارب الأرباب، لا يعني الاعتراف أوالإقرار بربوية غير الله على الحقيقة. بل هو إبطال لربوبية ما سوى الله، فإذا كان سبحانه هو الرب الموجود والمتصرف بهذه الأرباب، فلا معنى لاتخاذها أو عبادتها. إذ ربوبيتها قاصرة محدودة التأثير حتى في نظر أصحابها وعابديها، وهي عند الله فاسدة باطلة، وحجة عابديها عنده داحضة.
وعلى تقدير آخر إذا كان المقصود بالأرباب: أصحاب الشأن وملاك العبيد ونحوهم فكذلك أيضاً، لأن ربوبيتتهم صورية، أخذت من كلمة الرب معناها اللغوي، وهم ومربوبوهم عبيد الله خاضعون لسلطانه. فلا إشكال في الدعاء بذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني