السؤال
عندما نزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم ليطلب منه أن يغير قبلته بأمر من الله تعالى من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، كان الرسول في الصلاة وكان الإمام وخلفه المصلون وطلب منه تغيير قبلته أثناء الصلاة، كيف تصرف صلى الله عليه وسلم ليغير قبلته من الأقصى إلى مكة، لا أعرف هل سؤالي واضح، أتمنى أن يكون واضحاً؟ وتحياتي لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عن السؤال نود أولاً أن نصحح بعض ما ورد فيه، وهو أن الذين حولوا اتجاههم من جهة المسجد الأقصى إلى جهة المسجد الحرام أثناء الصلاة هم أهل مسجد قباء، وليسوا من كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكان وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.
والكيفية التي تحول بها أهل قباء في أثناء صلاتهم قد صورها ابن حجر في الفتح، قال: وتصويره أن الإمام تحول من مكانه في مقدم المسجد إلى مؤخر المسجد، لأن من استقبل الكعبة استدبر بيت المقدس، وهو لو دار كما في مكانه لم يكن خلفه مكان يسع الصفوف، ولما تحول الإمام تحولت الرجال حتى صاروا خلفه، وتحولت النساء حتى صرن خلف الرجال، وهذا يستدعي عملاً كثيراً في الصلاة، فيحتمل أن يكون ذلك وقع قبل تحريم العمل الكثير، كما كان قبل تحريم الكلام، ويحتمل أن يكون اغتفر العمل المذكور من أجل المصلحة المذكورة، أو لم تتوال الخطا عند التحويل، بل وقعت مفرقة..
والله أعلم.