الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مطالبة الزوج لزوجته إكمال تعليمها

السؤال

انتهيت من دراسة الدبلوم في الدراسات العليا وقدمت مقترحاً لموضوع رسالة الماجستير وتمت الموافقة عليه مع مرور الأيام لم أستطع التوفيق بين الدراسة والبيت والأطفال وتقصيرى فيهما وما يصاحب ذلك من ضيق وعصبية واعتقادي أن هذه العلوم غير مطالبين بها وأن واجبي كأم وزوجة هو الأهم وزوجي يلح عليّ لإكمال هذه الدراسة فهل في تركي لها يعد من المعصية للزوج؟ وهل الدراسة بالنسبه للمرأة يعد من طلب العلم المباح؟ علماً أن موضوع رسالتي في الأدب الأندلسي.
أرجو الرد بإسهاب حتى أريح ضميري ويهديني الله طريق الرشد علما بأنني قمت بالاستخاره عده مرات ومازلت حائرة.
وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن المرأة محلها بيتها، لأن ذلك أصون لعفتها وكرامتها وأبعد لها عن التعرض لأسباب الفتنة، ولهذا جاء الأمر بذلك في قوله سبحانه وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33}.

قال القرطبي في تفسيره: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة. اهـ

وروى الطبراني وأبو يعلى عن أنس قال: أتت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله، قال: مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله.

وعلى هذا، فعليك أن تبذلي جهدك في إقناع زوجك بالبقاء في البيت للتفرغ لرعاية الأبناء وتربيتهم والقيام بشؤون البيت، وليكن ذلك بأسلوب مؤدب ولين، ولو وسطت في ذلك من ترينه مؤثراً عليه من الأهل والأقارب فلا بأس، فإن اقتنع فبها، وإن أصر على موقفه نظرت، فإن كان ذلك لا يؤثر على صحتك ولا تربية أبنائك وكان في هذا التحضير سلامة من الوقوع في محرم فالأولى بك موافقته، ولا تجب عليك طاعته في هذا الأمر.أما إن كان فيه معصية كاختلاط محرم أو يؤدي إلى ضياع الأبناء أو نحو ذلك من المفاسد فلا يجب عليك طاعته في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.

أما حكم طلب المرأة للعلم، فتراجع فيه الفتوى رقم: 18934.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني