الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من نصرانية راغبة في الإسلام

السؤال

أنا شاب عمري 23 عامًا، مقيم بالكويت، أعزب، ملتزم والحمد لله. قال لي أحد أصدقائي وهو يدرس في أوروبا: إن هناك فتاة أوروبية (نصرانية) تريد الدخول بالإسلام، ثم طلب مني أن أتعرف عليها، وأن أتكلم معها عن طريق الإنترنت.
وفعلًا تعرفت عليها لأحاول أن أساعدها وأقنعها بالدخول في الإسلام، وبعد العديد من القاءات والنقاشات، اكتشفت أنها فتاة في غاية الأدب والاحترام، وأخلاقها ممتازة، بشهادة معارف لي بتلك الدولة، تحب الإسلام، ولكن لا تعرف الكثير عنه، والحمد لله هي الآن جاهزة لتصبح مسلمة (قريبا بإذن الله).
الصراحة أنا أعجبت بالفتاة، أفكر بالزواج منها على سنة الله ورسوله، وإحضارها للكويت، وبهذا أكون قد تزوجت، وبنفس الوقت أجعلها مسلمة، وأعلمها كل شيء عن الإسلام (القرآن والسنة و .....) حتى تصبح ملتزمة، ومسلمة حقيقية تتبع تعاليم الإسلام بحذافيره. فهل هذا يجوز؟ علمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. وهل أنال الأجر إذا فعلت هذا لأني سأتزوجها، وسأقدم كل ما أستطيع لجعلها مسلمة ملتزمة، أم أتزوج بذات الدين؟ علمًا أنني بإذن الله سأحاول أن أجعلها ذات دين.
أنا لم أقم باتخاذ أي خطوة بعد، ولا أريد أن أعمل شيئًا وأندم عليه في الدنيا والآخرة. فما هو الأفضل؟ وما رأي الشرع بهذه المسألة؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في الزواج من هذه الفتاة النصرانية، ولو لم تسلم، فالزواج من الكتابية جائز بنص الكتاب العزيز، قال تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ {المائدة: 5}، وتؤجر إن شاء الله على نيتك إدخالها في الإسلام.

أما سؤالك عن الأفضل، فلا شك أن الزواج من المسلمة ذات الدين والخلق هو الأفضل، وهو الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذكرته من إسلام المرأة واستقامتها ونحو ذلك كلها أمور مرجوة قد لا تتحقق.

يبقى أن ننصح الأخ وفقه الله، وزاده التزامًا وتمسكًا إلى بعض الأمور:

أولها: أن لا يتساهل في موضوع المكالمات مع الفتيات على الإنترنت أو غيره، فإن هذا باب شر، فربما كانت النية سليمة في أول الأمر في حديث مع فتاة، ثم تغيرت النية وقادت إلى ما لا يحمده عقباه.

ثانيها: أن لا يتسرع في موضوع الزواج، وأن لا يكون اختياره للزوجة على أساس محادثة عبر الإنترنت، بل عليه أن يستشير أبويه ومن له خبرة وتجربة، ويستخير الله تعالى قبل الإقدام على هذا الأمر.

ثالثها: أن يتعرف على الفتاة عن طريق الثقات، فإن الخداع كثير في الشبكة، والزواج ليس أمرًا سهلًا يتخذ فيه القرار بهذه الطريقة.

الحاصل أنه يجوز لك الزواج بهذه الفتاة، ولك أجر في إعانتها على الإسلام ودعوتها إليه، والأولى أن تتزوج بامرأة مسلمة متدينة، وينبغي لك أن تستشير وتستخير في أمر الزواج، وأن تحذر من حبائل الشيطان في هذه الشبكة عافانا الله وإياك من كل مكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني