الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فروق بين الإنسان وبين غيره من المخلوقات

السؤال

نحن نعلم أن الفرق بين الإنسان وبقية الكائنات الأخرى شيئان: الأول: أن الله تعالى جعل للإنسان نسبا أي يجب أن يعرف الإنسان من هو عمه ومن هي أخته ومن هو أبوه ومن هي عمته أو خالته وأن يعرف عشيرته وقومه. والثاني: أن الله تعالى علم الإنسان بالقلم أي علمه القراءة والكتابة، وهاتان ميزتان بين الإنسان والدواب أو بقية المخلوقات لأن البقرة التي نشرب حليبها أو لبنها يوميا هي أيضا تجوع وتخاف وتتكاثر وتمرض وتبرد وتموت ولكنها لا تعرف نسبها ولا تعرف الكتابة والقراءة لأن الأنساب هي إلى الإنسان فقط، وكذلك القراءة والكتابة أي القلم علمه الله تعالى فقط الإنسان، السؤال: هل هناك فروق أخرى بين الإنسان وبقية المخلوقات الحية الأخرى عدا هذين الفرقين والذي ذكره القرآن الكريم لنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من الفروق بين الإنسان وغيره ما كرم الله به الإنسان من حمل الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض منها وأبت عن حملها، ومنها: هداية الله له للاستفادة من المنافع في الدنيا والآخرة، فقد جعل فيه قابلية الهدى وهداه السبيل، فمن وفقه الله فآمن وعمل صالحا ومات على ذلك فإنه يحيا الحياة الطيبة في الدنيا، ويحظى في الآخرة برؤية الله وشراب الحوض والسكن في الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

ومن ذلك: هداية البشر للاستفادة من الصناعة في الأرض واستخراج ما فيها من كنوز ومعادن والاستثمار فيها بالزرع والتجارة وغيرها، قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {الإسراء:70}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني