الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق إلى التعلم وتزكية النفس

السؤال

أنا طالبة جامعية تركت الدراسة حيث إنني أسكن في السكن الجامعي و لا أرغب في العودة إليها حيث إنني أحافظ على صلواتي وأخشى ربي وقد أحسست وأنا في البيت مع أهلي أنني لا أضيع وقتي كثيرا حيث نظمت وقتا لتلاوة القرآن وحفظه وتفسير آياته ووقتا آخر لقراءة الكتب التي تفيدني في دنياي و آخرتي فهل هذه الأمور قد ترضي ربي عوضا عن تركي للدراسة وأرجو إخباري بأمور أخرى تفيدني في ديني ودنياي وآخرتي و جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56} فحصر سبحانه وتعالى الغاية من خلق الخلق في تحقيقهم للعبودية له سبحانه لا شريك له.

والواجب على المكلف أن يبدأ بأداء ما افترضه الله تعالى عليه من العبادات، ثم يندب له أن يثني بالنوافل بعد أدائه الفرائض لينال أجرها، وليكمل ما وقع من نقص في الفريضة. ففي الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... رواه البخاري. وانظري الفتوى رقم: 24093 وما تفرع منها.

هذا، ولكن لتعلمي أن جنس العبادة التي أنيطت بابن آدم ليست مقصورة على أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج، بل إن العبادة في الإسلام أعم وأوسع من ذلك، فكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة إذا فعله العبد بنية التقرب إلى الله فهو عبادة يستحق عليها الثواب، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للمؤمنين وبر الوالدين وحسن تبعل الزوجة لزوجها والعكس والدعاء وغض البصر وحب المؤمنين وموالااتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم وطلب العلم النافع وشهود مجالس الخير وغير ذلك من محاب الله إذا أداه العبد بإخلاص فإن الله يتقبله ويثيبه عليه.

هذا، وإن معرفة ما شرعه الله تعالى من العبادات متوقف على العلم، وعلى ذلك، فإننا ننصحك بطلب العلم الشرعي بطريقة منهجية، فداومي على برنامج منتظم لطلب العلم تتقربين به إلى الله وتزكو به نفسك وتحصلين به ما يعينك على أداء واجب الدعوة مستقبلا في صفوف النساء، والعلوم التي ينبغي أن تبدئي بتحصيلها هي العقيدة والفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية.

فادرسي في كل فن من الفنون السابقة ولو كتابا واحدا ودونك برنامجا متوازنا لطلب العلم، ففي العقيدة ادرسي كتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين، وفي الفقه ادرسي الملخص الفقهي للشيخ صالح فوزان، وفي التفسير ادرسي زبدة التفسير للدكتور محمد سليمان الأشقر، أو تيسير الكريم الرحمن للعلامة السعدي، أو تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي، وفي الحديث ادرسي شرح الأربعين النووية للإمام النووي، أو جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب، وفي السيرة نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للعلامة الخضري، أو الرحيق المختوم للمباركفوري، وفي الرقائق والتزكية والتهذيب الداء والدواء لابن القيم، ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامة.

هذا، وننصحك بثلاثة أمور:

الأول: الإكثار من ذكر الله تعالى، خاصة الأذكار الموظفة، مثل أذكار الصباح والمساء، والتي تقال عند النوم، وفي أدبار الصلوات، وتجدينها وغيرها في "حصن المسلم" للقحطاني.
الثاني: التفتيش عن صحبة صالحة من الأخوات الفاضلات والانتظام في سلكهن وعبادة الله معهن، والتعاون معهن على طلب العلم، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

الثالث: استمعي إلى أشرطة المحاضرات الإسلامية النافعة، وتجدينها على موقع طريق الإسلام islamway.com وهذا كله لا يتعارض مع دراستك في الجامعة بل إن الدراسة قد تعين على كثير من هذا وبالتالي، فلا ننصحك بترك الدراسة التي تتوفر فيها الضوابط الشرعية لأنها حينئذ عبادة إذا أخلصت فيها النية .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني