الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (يا مريم اقنتي لربك واسجدي ..)

السؤال

في سورة آل عمران (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)، ما السبب في ترتيب القنوت ثم السجود ثم الركوع، وهل كانت هناك صلاة مفروضة قبل مجيء الإسلام؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من معنى الآية -والله أعلم- أنها اشتملت على مطلق العبادات وتفصيلها فذكر سبحانه الأعم ثم الأخص ثم الأخص، قال ابن القيم في بدائع الفوائد: فذكر القنوت أولا وهو الطاعة الدائمة فيدخل فيه القيام والذكر والدعاء وأنواع الطاعة، ثم ذكر ما هو أخص منه وهو السجود- والذي يشرع وحده كسجود الشكر والتلاوة، ويشرع في الصلاة فهو أخص من مطلق القنوت-، ثم ذكر الركوع الذي لا يشرع إلا في الصلاة ولا يسن الإتيان به منفردا فهو أخص مما قبله. ففائدة الترتيب النزول من الأعم إلى الأخص إلى أخص منه... ونظيرها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. فذكر أربعة أشياء أخصها الركوع ثم السجود أعم منه ثم العبادة أعم من السجود ثم فعل الخير العام المتضمن لذلك كله. انتهى.

وننبه الأخ السائل إلى أن الواو لا تفيد الترتيب الزمني بخلاف (ثم) فإنها تفيده مع التراخي، وبخلاف (الفاء) فإنها تفيده مع التعقيب، قال القرطبي: قدم السجود على الركوع لأن الواو لا توجب الترتيب... وقيل كان شرعهم السجود قبل الركوع، وراجع الفتوى رقم: 27607، والفتوى رقم: 52958.

أما كون الصلاة مشروعة في الشرائع السابقة فقد سبق تفصيله في الفتوى رقم: 56147 فليرجع إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني