السؤال
قال صلى الله عليه وسلم "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم" رواه مالك والنسائي والبيهقي والطبراني. ما مدى صحة هـذا الحديث، وما هو ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، أرجو الإيضاح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجواب على سؤالكم هو أن هذا الحديث ضعيف إذ في سنده بقية بن الوليد وهو مدلس، وقد حكم الألباني رحمه الله على هذا الحديث بالضعف وذلك في ضعيف الجامع تحت رقم 1067.
وأما عن معاني الكلمات الواردة فيه فإن معنى (ترجيع الغناء): ترديده والمقصود مثل ترديد أهل الغناء في غنائهم، (والرهبانية) هي رهبانية النصارى وتنسكهم فلهم أصوات في صلواتهم، و(النوح) رفع الصوت بالبكاء.
والمعنى الإجمالي أنه ينبغي أن يقرأ القرآن بلحون العرب وتطريبها وترنماتها الحسنة التي لا يختل معها شيء من الحروف عن مخرجه لأن القرآن لما اشتمل عليه من حسن النظم والتأليف والأسلوب البليغ اللطيف يورث نشاطا للقارئ، لكن إذا قرئ بالألحان التي لا تخرجه عن وضعه تضاعف فيه النشاط وزاد به الانبساط وحنت إليه القلوب القاسية.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أذن الله لنبي ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن.
وتحسين الصوت بالقرآن مستحب بإجماع السلف والخلف، لكن يحرم على القارئ حرمة شديدة الخروج في ذلك عن قواعد التجويد وأداب التلاوة بلحن أو تطريب، فكل ما أخرج القرآن وعدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج فهو حرام لقول الله تعالى: قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الزمر:28}.
والله أعلم.