الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعوض من صدم سيارته إلى حين إصلاحها

السؤال

في سنة 1996 وقع لي حادث سيارة (لأنني كنت مسرعا) وضربت سيارة كانت واقفة على جانب الطريق ولم يكن بها أحد ولكن صاحب السيارة كان يستخدمها لبيع أغراض (باص صغير متنقل). السيارتان وضعتا في التصليح على حساب والدي لأنني كنت في الجامعة ولم يكن معي مال. الشخص الذي ضربت سيارته طلب تعويض الأيام وسيارته واقفة لا تتحرك ولكن أهلي رفضوا إعطاءه أي شيء. ورفع قضية في المحكمة مطالبا بالتعويض واستمرت المحكمة على ما أذكر سنتان (ووكلنا محاميا) ولم تحكم له المحكمة بشيء.الآن وبعد أن هداني رب العالمين ووفقني في عمل بدأت بالبحث عن هذا الشخص الذي أحس أنني ظلمته وأخاف أن تقبض روحي وهو غضبان مني. زرت منزله ولكن قيل لي إنهم انتقلوا لمكان آخر ولا يعرف أين. أفكر في أن أعلن عن اسمه بالجرائد الرسمية بحثا عنه حالما يتوفر المال حيث إنني في بلد آخر الآن والنية أن أوكل صديقا لي في البلاد لإعلان الجرائد والبحث عنه. سؤالي: هل هناك أي شيء آخر أستطيع عمله؟ الشيء الوحيد الذي لم أقم به هو صلاة الاستخارة.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت غير متعمد لما فعلت فإنه لا إثم عليك ولا حرج إن شاء الله تعالى ما دامت السيارة قد رجعت على حالها الأول بالتصليح على حساب أبيك. فال الله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}. فالذي يلزمكم شرعا هو إزالة الضرر وتصليح العطب الذي أصاب سيارة الرجل المذكور، أما غلتها فليس عليك تعويضها ـ كما حكمت المحكمة ـ لأنك غير غاصب ولا متعمد، فهذا خطأ عادي وحادث سير يلزم من أخطأ فيه أن يصلح ما أفسد، وإذا تفضلت ودفعت شيئا لصاحب السيارة جبرا لخاطره فلا شك أن ذلك أفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني