الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما معنى كلمة مبلسون؟ وما معنى قوله تعالى"وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعنى كلمة مبلسون أن هؤلاء انقطع عندهم الرجاء في رحمة الله؛ كما قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ {الأنعام: 44}.

وأما قوله تعالى: وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ فمعناه هو أن على سور الجنة رجالا استوت حسناتهم وسيئاتهم؛ كما ذكره غير واحد من السلف كحذيفة وابن عباس وابن مسعود، وهو الذي قرره القرطبي في تفسيره، وهؤلاء يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم أي بعلاماتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين، كما قال تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فتبيض وجوه أهل الطاعة، وتسود وجوه أهل المعصية.

وأصحاب الأعراف -كما قال المفسرون- هم أقوام استوت حسناتهم وسيئاتهم فبقوا عند سور الجنة لم يدخلوها وهم يطمعون. روى الحاكم عن حذيفة بسند حسن قال: بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال: قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم. نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الإبلاس وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني