السؤال
هل قال الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام عندما سأله عن أسباب انحسار المطر عنهم فكان جواب الرب: بينكم نمام، فلما تاب النمام أسقاهم الله المطر، فسأل موسى الله لماذا أمطرت السماء؟ فقال الله لقد تاب النمام فقال موسى من هو ياربي، فقال الرب له: (تأدب يا موسى) هذة المقولة سمعتها في أكثر من خطبة في العراق، فما مدى صحتها أفيدونا أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الخبر ذكره القرطبي في تفسيره بصيغة أخرى قال: وقال كعب الأحبار: أصاب بني إسرائيل قحط فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يستسقون فلم يسقوا، فقال موسى: إلهي عبادك، فأوحى الله إليه إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لأن فيهم رجلا نماماً قد أصر على النميمة، فقال موسى: يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا، فقال: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما... قال: فتابوا جميعاً فسقوا.
وذكره الغزالي في إحياء علوم الدين بنفس الصيغة، وأسنده إلى كعب الأحبار أيضاً، ومعلوم أن كعب الأحبار كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وتوفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة بدمشق، وأغلب الروايات الإسرائيلية في كتب التفسير عنه.
ومفاد القصة ليس فيه ما يخالف العقل ولا النقل، فالنميمة كبيرة من الكبائر، بل هي من أشدها خطراً وأكثرها ضرراً، لما ثبت عند الجماعة إلا ابن ماجه من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قتات. وفي رواية: نمام. ولما رواه الشيخان من حديث مجاهد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر كان يمشي بالنميمة... والمعاصي من أسباب حرمان الرزق.
والاستغفار سبب من أسباب جلبه بل من أعظمها، قال الله تعالى على لسان نوح لقومه: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}.
والله أعلم.