السؤال
كنت أظن بأننا عندما نلتقي بأناس غرباء (ولأول مرة) ولا تربطنا بهم أي صله سوى أن بيننا مصالح (مثل العمل أو دراسة ...الخ) فإننا نبتسم حتى نرتاح ونريح من نتحدث معه
ولكن في هذا الزمان الذي انقلبت فيه الآيات، تعد ابتسامتك له بأنك أضعف منه أو بأنك تتمنى منه النظرة(يعني يعطيك وجها)
فيبدأ هو بإساءة الأدب، أو برفع الصوت، أو لا يلقي لكلامك بالا(يسفهك باختصار) فكيف تتصرف معه
كنت فيما مضى لا أعرف الحديث إلا وأنا مبتسمة ولكني كرهت الابتسامة لهذا السبب
أشعر بأن الجميع يحتقرونني عندما أبتسم لهم لذلك قررت أن أجعل تعبيرات وجهي عند اللقاء بالغرباء جامدة وهذا يضايقني لأن طبعي هو (الابتسامة) أكره الخروج من المنزل وأكره أي علاقات مع الغرباء ، بل وأخاف كثيرا من أي شخص صغيرا كان أو كبيرا....
فماذا أفعل حتى أرتاح وأستطيع مجاراة (ذئاب هذا الزمان) هل تستطيعون مساعدتي؟
مشكورين
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنظن أن في كلامك شيئا من المبالغة، فليس كل من نقبل عليه بوجهنا ونبتسم له يظن أن ذلك ضعفا وخنوعا فيطمع بنا.
ونخشى أن يكون هذا الشعور عندك نتيجة تجربة فردية مريرة فظننت أنها عامة وليس ذلك بصحيح، فلقد ندبنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للتبسم في وجوه المسلمين، بل وجعل ذلك من أبواب الصدقات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك صدقة. وقال بعض الصحابة: ما رأيت أحدا كان أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الإمام أحمد وحسنه الأرناؤوط.
والأخبار الواردة في تبسمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه وإقباله بوجهه على محدثه كثيرة لمن طالع سيرته ونظر في شمائله، ولكن ينبغي التوسط والحكمة، فلا مبالغة ولا إفراط في الترحاب قبل أن نعرف الشخص حق المعرفة، ولا جفاء ولا تفريط ولا عبوس، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
هذا كله في حق النساء المؤمنات ومحارمك الرجال، أما الكافرات فلا يشرع الانبساط معهن إلا إذا طمعت في إسلام إحداهن، فإن ذلك من أسباب تأليف قلبها، وقد فعله صلى الله عليه وسلم
وأما الرجال الأجانب فيمنع مطلقا الانبساط في الحديث معهم، ولا يكون الحديث معهم إلا على قدر الحاجة وفق الضوابط الشرعية. والله يحفظك ويرعاك.
والله أعلم.