الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توظيف الأقارب وإعطاؤهم راتب بغير عمل

السؤال

أعمل فى شركة ويقوم مدير هذه الشركة بتوظيف بعض أقاربه وأصدقائه فى هذه الشركة، مع العلم بأن هؤلاء الأشخاص لا يأتون إلى العمل مطلقا وهذا بعلم المدير ويأخذون رواتبهم نهاية كل شهر وأحيانا تطلب منا بعض الإدارات التي تتبعها هذه الشركة كشوفات بأسماء الموظفين العاملين فى الشركة فنقوم نحن كموظفين في الشؤون الإدارية بإعداد هذه الكشوفات ونذكر فيها أسماء هؤلاء الأشخاص الذين لا يأتون إلى العمل، فهل نعتبر نحن آثمين بهذا العمل أم يعتبر المدير هو الآثم، لأننا لا نستطيع فعل أي شيء وإذا قمنا بالتحدث فى هذا الموضوع فسوف نتعرض إلى الطرد من العمل وأنا فى حيرة من أمري، مع العلم بأني أقوم بعملي على أكمل وجه، أفتوني في هذا؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا صح ما ذكر عن هذا المدير فإن عمله هذا يعد خيانة للأمانة التي أؤتمن عليها، واعتداء على أموال الشركة، وإيكال الناس المال بالباطل، وكل ذلك مما حرمه الشرع ومنعه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، وقال تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}.

وإذا تقرر أن هذا العمل حرام ومنكر فإن تغييره وإنكاره واجب شرعاً، ما لم يخش الناهي ضرراً في ماله أونفسه، جاء في تحفة الحبيب على شرح الخطيب: من شروط النهي عن المنكر (وذكر منها): أن يأمن (الناهي) الضرر على نفسه أو ماله. انتهى.

وعليه فإذا أمكنكم أن تغيروا هذا المنكر بدون أن يلحقكم ضرر فإنه يجب عليكم فعل ذلك، وإن عجزتم عن تغييره فلا يجوز لكم كتابة كشوفات تعلمون يقيناً أنها غش وتزوير وسبب لأكل المال الحرام، قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني