السؤال
ما حكم تسلط الحماة على كنتها التي يصل بها الأمر إلى درجة الكيد لغاية تنغيص حياتها، علما بأنها لا تتحرج من أن تتهمها بأي تهمة زورا وبهتانا دون أن يكون للكنة ذنب سوى أن الحماة تريد أن تتفرد بحب الابن، وما موقف الابن إذا ما دعته أمه إلى عقاب زوجته مع علمه ببراءتها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن أذية المسلمين من أقبح الأفعال وأشدها حرمة في الإسلام، وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة على النهي عن ذلك، وشددت الوعيد على فاعل ذلك، ففي القرآن يقول الحق سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه مسلم.
وأخرج مسلم كذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
وعلى هذا.. فإن كان ما نسبت إلى أم زوجك صحيحاً فالواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى من هذا السلوك معك، ولا تسبب شقاقا بينك وبين زوجك فتجلب على نفسها ذنباً آخر وهو التخبيب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبداً على سيده. رواه أبو داود.
وعلى العموم فإننا ننصحك بالصبر والخلق الحميد نحو هذه المرأة، ومقابلة مضايقاتها لك بالإحسان والصفح، ولا شك في أنك إن دمت على ذلك فترة، فإن طبيعتها ستتغير نحوك إلى الأحسن.
وعلى زوجك أن يسعى للصلح بينك وبين أمه، وحل تلك المشاكل، ولا يجوز له أن يطيع أمه إن أمرته بفعل شيء تجاهك فيه مخالفة للشرع، سواء كان ذلك فعلاً أو قولاً، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.
هذا.. وننبه إلى أنه إذا كان في سكناك في بيت مستقل عن هذه المرأة حل لهذه المشكلة فالأولى أن تسعي أنت وزوجك لذلك، تفادياً لتكرر الاضطرابات مع أم الزوج، وراجعي الفتوى رقم: 34802.
والله أعلم.