الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات الله تعالى ليست محلا للأحاجي

السؤال

ما حكم اللغز هذا ؟ ما هو الشيء الذي أنا أراه وأنت تراه وعين الله لا تراه ؟ والجواب النوم، وهل يعتبر أننا ننقص الله عز وجل؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا اللغز وإن أمكن حمله على معنى صحيح وهو أن كل إنسان ينام وعين الله لا تنام لقوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ {البقرة: 255}.فإن ظاهر اللفظ في ذلك اللغز يوهم ما لا يليق بذات الله عز وجل فلا يجوز التحاجي بمثل ذلك سدا للذريعة، وقد نها نا الله عن استعمال الألفاظ الموهمة التي تحمل معنى صحيحاً وتحمل معنى فاسداً فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ{البقرة:104}. كما نهى الله سبحانه وتعالى عن سب آلهة المشركين لئلا ينتقم المشركون ممن سب آلهتهم فيسبون ذات الله عز وجل كما في قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام: 108}. كما أنه لا يجوز أن تكون صفات الله وأسماؤه موضعا للأحاجي والنكات لما يوهم ذلك من تندر واستخفاف، ولأن ما وصف به نفسه سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه يقتضى التنزيه المطلق فيجب الحذر كل الحذر في هذا الجانب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني