الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سهولة النطق بلفظ الجلالة

السؤال

أريد التأكد من هذه المقولة أو الشرح، هل هذا صحيح وكلام منتديات أسبانية تشرح معني كلمـــة (الله) بعد أن عجز عنها العــرب... هذه الفتاة الأسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية في جامعة اليرموك الأردنية، وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية طرح الدكتور/ فخري كتانه سؤالا على طلابه: من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة (الله) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟
لم يرفع أحد يده ما عدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها إسبانية نصرانية، فقالت: إن أجمل ما قرأت بالعربية هو اسم (الله)، فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة، فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف, لا من الشفتين، فلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط.. اذكروا اسم... (الله) الآن وراقبوا كيف نطقتموها، هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك، ومن إعجاز اسمه أنه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو، وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ"، وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية (ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها)‘ وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت "له" ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى (له ما في السموات والأرض) وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة"هـُ " ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه (هو الذي لا إله إلا هو)، وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت "إله" كما قال تعالى في الآية (الله لا إله إلا هو)، هيلين اسمها الآن "عابدة"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما ذكر بعضه غير صحيح وبعضه له حظ من النظر هذا من الناحية اللغوية، أما من الناحية الشرعية، فقد سبقت الإجابة عليه في الفتوى رقم: 52637.

والذي لا شك فيه أنه لا يخفى ما في اسم الجلالة من الهيبة والعظمة.. وسهولة النطق به وحده ومع كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وبإمكان الذاكر أن يذكر الله تعالى بهذه الكلمة بين جلسائه وهم لا يشعرون لأنه لا يحرك شفتيه حال الذكر فليس شيء من حروفها يخرج من الشفتين.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: أفضل الذكر لا إله إلا الله. رواه الترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: ... لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله. رواه الإمام أحمد والترمذي.. وبإمكان المسلم أن يظل لسانه رطبا بهذه الكلمة دون رياء أو شعور من الآخرين ولعل هذا من الأسباب التي جعلتها أفضل أنواع الذكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني