الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استنزاف أموال المرضى في المستشفيات الخاصة

السؤال

ما الحكم في الأطباء الذين يعملون بمستشفيات خاصة وينفذون تعليمات مالك المستشفى باستنزاف أموال المرضى سواء كان المريض نقديا أو على حساب شركته لتحقيق اكبر ربح ممكن من ورائه وبمقابل عمولات تحفيزية ؟ وهل تنفيذ أوامر رب العمل هذه يدخل ضمن الإخلاص في العمل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.

فلا يجوز للمسلم أن يطيع غيره في فعل ما حرم الله من إيذاء المسلمين وأكل أموالهم بالباطل، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء: 29}. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال مسلم إلا بطيب نفسه. أخرجه أحمد وصححه الألباني.

ومن أطاع غيره في فعل ما حرم الله كان آثما وعاصيا يتحمل وزر ما أقدم عليه ولا يدخل ذلك في الإخلاص في العمل، وإنما هو غش وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم. وكونه غشا لأنه لم يمنع أخاه من الظلم ولم ينصح له، والنبي يقول: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجره أو تمنعه من الظلم. متفق عليه واللفظ للبخاري.

وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2} فلا يجوز للطبيب فعل ذلك، وإذا كان طبيعة العمل تتطلب منهم القيام بذلك وجب عليهم تركه والبحث عن عمل آخر مباح، وليوقن أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 3}.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني