السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلفت مع صديق لي على مدي إمكانية تقريب فهم وتخيل معنى وشكل الكتاب الذي ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى -اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا- وذلك بالنظر في الكم الهائل من المعلومات التي تخزن في وقتنا الحاضر على شرائح إلكترونية غاية في الصغر، وسؤالي: هل يجوز مثل هذا الفهم أو حتى الخوض فيه، وهل يؤثر على العقيدة في شيء، ذلك بأن الكتاب الذي ورد ذكره هو كتاب وحسب ولا ينبغي بأي حال من الأحوال مقارنته بشيء من عمل البشر حتى ولو لمجرد تقريب الفهم، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننبهك إلى أن شكل هذا الكتاب المذكور في الآية من الغيب الذي لا يمكن علم حقيقته وشكله إلا عن طريق الوحي، ولا يجوز التكلف في معرفته من دون علم، ولا مقارنة بينه وبين الأقراص والشرائح الإلكترونية، فإن الأقراص صغيرة الحجم بينما صفحات ذلك الكتاب تصل مد البصر، كما في حديث البطاقة وهو موجود في الفتوى رقم: 6659.
فالذي يتعين على المسلم أن يعد نفسه للجواب عن الحساب، وأن يحرص على ملء وقته بالعمل الصالح، ويكثر من الاستغفار حتى تسره صحيفته يوم القيامة ولا يجد فيها ما يحزنه أو يخزيه، ففي الحديث: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيراً. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
والله أعلم.