السؤال
تصادقت منذ فترة مع شخصين في المواصلات بحكم طبيعة عملي التي تقتضي سفري يوميا لعملي... وهذان الشخصان عندما نتحدث أحيانا يغتابان.. ويقذفان أعراض النساء بدون بينة فنبهتهم على ذلك وقلت لهم لا يجوز ولا تتحدث إلا بما ترى وإن رأيت فلا تتحدث ويجب الستر، وأنا أعلم أنهم يسيؤون الظن وليس لهم بينة فيقولون لي أنت هتعمل فيها شيخ.. ويتضايقون من النصيحة فأقول لهم استغفروا الله فهم لا يعتقدون أنهم مخطؤن فنبهتهم إلى حد القذف في الأعراض أكثر من مرة، ولكن لا يأبهون ويتغامزون ويتلامزون وبهم كبر واحتقار لبعض الناس ثم صاروا يسخرون من لحيتي ومن الملتحين ويفعلون حركات استهزاء باللحية فقلت لهم أتسخرون من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا لا نحن نسخر منك أنت فحذرتهم من السخرية بشعائر الإسلام وأن ذلك خطر كبير وكنت آمل أن ينصلح حال أحدهم لكن أصبحت عندما أحدثه في الأمور الدينية وأسدي له النصيحة بالحسنى فيقول لي انصح نفسك أولا أنت تعتقد أننا شياطين وأنت الملاك وتقرأ أي كتاب ديني وتأتي لتطبقه على أصحابك فقلت له ومن أين أستقي معلوماتي الدينية وكيف أتعلم ديني من غير هذا، وأقول له أنا أنصحك وأنصح نفسي معك لأني لست ملاكا أيضا وأخطئ فينزعج ويتضايق وعندما أواجه بخطئه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بطريقة لينة فيتهمني إني غير طبيعي وعندما أسايره فيما يفعل وأكلمه حسب هواه يقول لي إني رجعت لحالتي الطبيعية.. فترة بفترة أحسست أن إيماني والتزامي بدأ في الانخفاض والتراجع وبدأت اقترف بعض الذنوب من جراء مخالطتي لهم.. فحزنت وبدأت في تجنبهم وتذكرت ما يجنيه المرء من صحبة السوء.. وفي مرة سخروا مرة أخرى من اللحية فنبهتهم وزجرتهم... وقررت مقاطعتهم لأني أحسست أنهم جروا علي البلاء وأنهم لا يرغبون إلا أن أكون مثلهم فيما يفعلوه، وقلت ليس بيني وبينهم غير السلام فقط، ولكني في قرارة نفسي كنت أتمنى كما لو أني لم أعرفهم... بصراحة أصبحت لا أحب أن أراهم.. وأنا أعلم إن رجعت إليهم سيكررون نفس الكلام وتلك الأفعال.. لأني جربت ذلك معهم ولم يتعظوا، والواضح أنهم قاطعوني بسبب الموقف الأخير... فقلت هذا أفضل.. فهل أنا مخطئ في قراري مقاطعتهم وهل أنا هكذا هاجر لأخواني فوق الثلاث أيام أم أنا منافق إذا خاصم فجر خصوصا أنهم لا يرون أنفسهم مخطئين.. وبعدها جاء لي وسواس عندما رددت عليهم في المرة الأخيرة وغضبت من سخريتهم من لحيتي هل غضبت لنفسي أم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. أحيانا بيني وبين نفسي أحس أني مرائي ومنافق.. أنا حزين لأني أصبحت مقصرا ولا أجد لذة في ألتزامي وأصبحت لا أقوى على جهاد نفسي.. إن الصبر على أذى الناس من قول أو فعل في هذا الزمان أصبح صعب جدا.. وأحيانا كثيرة أحس أني غريب في وسط الناس فأصبحت أجاريهم في بعض ما يفعلون من أقوال حمقاء أو أسكت عن أفعالهم ولكني ممتعض من داخلي.. واللهم أني أرى أن بعض الناس يتهمون الذين يحاولون أن يكونوا مع الله ويهتموا بتعلم دينهم بالتشدد والغلو والتعصب وهم في الحقيقة هم المتعصبون لأهوائهم متشددون ومتزمتون ولا يقبلون الرأي الآخر ووالدي يقول لي داري الناس ما دمت في دارهم ولا تجلب لنفسك المشاكل وخليك في حالك أنا دائما في حالي ولا أفرض نفسي على أحد.. واللهم أني أحيانا كثيرة بيني وبين نفسي أكون حزينا على حالي وحال الناس وأقول كيف سيكون للإسلام عزة ومنعة ونحن مغيبون هكذا وكل واحد فينا همه أن يأكل ويشرب ويلبس ويعمل.. هل هذا كاف للنجاة من العذاب ودخول الجنة ورضي الله علينا لا أدري كأن الواحد مساق إلى هاوية وهو يعلم ومعه عدة النجاة ولا يفعل شيئاً لإنقاذ نفسه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟