الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بالخالة من الرضاع لا يبيحه أحد من العلماء

السؤال

أريد جوابا كافيا أو فتوى قاطعة لمسألة مهمة جدا جدا قد اختلف فيها علماؤنا في الموصل وهي مسألة فقهية
(المسألة) هي أن:
تزوج الحاج سليمان المرحوم من امرأتين الأولى اسمها السيدة (دورجهان) فأنجبت ذكرين وخمس بنات
في أثناء رضاعتها لابنها الأول المدعو (خضر) توفيت إحدى جاراتها فبقيت ابنة الجار الطفلة المدعوة (مريم) يتيمة الأبوين فتكفلها عمها المدعو (أحمد) فقامت السيدة (دورجهان) برضاعتها مع ابنها (خضر) وحسب كلام السيد أحمد الذي مازال حيا أنه كان يذهب بالطفلة (مريم) لمدة أكثر من ثلاثة أشهر وهو مستعد للشهادة على ذلك0 ماتت السيدة (دورجهان) التي أقرت لابنها (خضر) أن السيدة (مريم) هي أختك بالرضاعة.
ثم تزوج الحاج سليمان من المرأة الثانية المدعوة (جميلة) فأنجبت من الحاج ذكرا و ستة بنات 0 وبعد عدة سنوات توفي الحاج سليمان
فشاء القدر أن يتزوج ابن السيدة (مريم)التي هي أخت خضر بالرضاعة من أخت خضر من زوجة أبيه السيدة جميلة واستمر هذا الزواج لمدة خمس سنوات وقد أنجبا طفلا0 وعن طريق الصدفة علموا من أحد العلماء أن السيدة (مريم) تصبح أختا الجميع بالرضاعة حتى من بنات السيدة (جميلة)الزوجة الثانية للحاج سليمان أي أن (جمال) قد تزوج من أخت أمه بالرضاعة 0
وبعد مساءلة العلماء أجابوا بالفراق للزوجين ثم أتوا بفتوى من أحد المجلات الدينية أنه يصح هذا الزواج على مذهب الإمام أبي حنيفة
لأنه قد علموا بالمسألة بعد كتب الكتاب بخمس سنوات فنرجو من سيادتكم أن يكون الجواب على شاشة التلفاز في برنامج الجواب الكافي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبما أنه قد ثبت أن (مريم) قد رضعت من (دروجهان) خمس رضعات فأكثر وذلك من لبن سببه حملها من زوجها (سليمان) فإن كل أبناء (سليمان) يعدون إخوانا لمريم من الرضاع سواء في ذلك من كان من الزوجة الأولى (دورجهان المرضعة) أو من الزوجة الثانية (جميلة غير المرضعة).

وعليه، فإن ابن مريم (جمال) هو ابن أخت أبناء (سليمان) فهم أخواله فيكون قد تزوج بخالته من الرضاع وذلك لا شك حرام، والعقد باطل، فمن أفتى بالفراق فورا محق ولا يجوز التمادي في ذلك

أما ما قرأتموه في المجلة عن الإمام أبي حنيفة من أن الزواج بالمحرمة بسبب الرضاع يصح إذا علموا بذلك بعد العقد بخمس سنوات فإن المجلة إذا ثبت ما نقلتم عنها قد كذبت على الإمام أبي حنيفة، أو أن المسألة التي تحدثواعنها أخرى.

وفي الختام نريد التنبيه على أمرين:

الأول: أنه لا اتصال لنا ببرامج الجواب الكافي وقناة المجد لأن موقعنا في قطر وهو تابع لوزارة الأوقاف القطرية.

والثاني: أن عبارة (شاء القدر) عبارة غير سليمة، وراجع الفتوى رقم: 27151.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني