السؤال
أود أن أسأل حول غسل الميت، فالعادة عندنا أنه إذا مات أحد يمر عليه يوم وليلة ويوم قرابة 36 ساعة ثم يدفن، ونغسله قبل الدفن بـ 8 ساعات تقريبا يعني أننا لا نغسله فى اليوم الذى توفي فيه بل ننتظر حتى اليوم التالي كما أسلفت، وحدث هذه المرة أننا غسلناه, على غير العادة وبطلب من أهل الميت, فى اليوم الذى توفي فيه، ومرت عليه ليلة إلى وقت الظهر من اليوم التالي فصلينا عليه ودفناه فقيل لنا إننا فعلنا شيئا غير جائز، وكان واجبا علينا أننا ننتظر حتى اليوم الذى ندفنه فيه فنغسله، وبما أننا غسلناه قبل ذلك كما أشرت, فيجب علينا إعادة غسله، فهل ما فعلناه كان خطأ يجب الاستغفار منه؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الالتزام بهذه العادة مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراع بالجنازة، وراجع الفتوى رقم: 10135.
وبناءً على ذلك فلا ينبغي أصلاً تأخير الميت لهذه الفترة المذكورة في السؤال ما لم يكن ذلك لمصلحة معتبرة شرعاً، وعلى كلٍ فالغسل الذي فعلتم مجزئ ولا تطالبون شرعاً بإعادة هذا الغسل ولو خرج من الميت شيء بعد الغسل، قال الخرشي في شرحه على مختصر خليل بن إسحاق المالكي: وإذا خرج من الميت بعد غسله نجاسة فإنه لا يعاد غسله ولا وضوءه بل تغسل النجاسة فقط عن بدنه وكفنه لانقطاع التكليف بالموت.
وقال زكريا الأنصاري في الغرر البهية ممزوجاً بشرح البهجة الوردية في الفقه الشافعي: أما نجس خارج قد يعرض أي يظهر من الميت بعد غسله ولو بعد تكفينه فإنه يزال عنه حتما دون إعادة غسل ووضوء وإن خرج من فرجه لسقوط الفرض بما جرى وحصول النظافة بإزالة الخارج ولأنه غير مكلف فلا ينتقض طهره.
ومحل الشاهد من هذه النصوص أن الغسل لا يعاد ولو خرج من الميت نجس بعد الغسل، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8745، 60940.
والله أعلم.