الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتراض على حجاب الزوجة خطر ماحق

السؤال

سادتي الأفاضل, أبدأ رسالتي بشكري لكم على كل المجهود الذي تقومون به للإجابة عن أسئلتنا,جزاكم الله عنا كل خير, مشكلتي هي أني بدأت لا أطيق زوجي بل وأكرهه, و هذا بعد 12 عاما من الزواج, الشيء الذي يؤسفني جدا ولكنه خارج عن إرادتي, ولو لم يكن لي أبناء معه(بنتين و ولد) لكنت طلبت الطلاق.ربما أن كل شيء بدأ منذ زواجنا, حيث إن زوجي شديد الأنانية, ويريدني أن أعيش على هواه, وأنا في الحقيقة كنت دائما أقول سمعا وطاعة, وأقول مع نفسي ,لا بأس فهو زوجي,إلى أن قررت يوما أن أرضي ربنا وأتحجب, بدأ هذا منذ 3سنين , حيث إني لاحظت أن زوجي بدأ لا يحب الخروج معي, وفي يوم سألته, فأجابني أنه لايتحمل نظرات الآخرين المستفزة لحجابي, وهذا شيء آلمني كثيرا ولكن كنت أقول مع نفسي أن ثوابي عند الله ودعوت له بالهداية, ولكن الذي كان يؤلمني أكثر هو أنه دائما يعيرني بأنه بحجابي لن أستطيع العمل خارج المنزل(لأننا نعيش في فرنسا) مع العلم أني كنت لا أريد العمل, لأن أولوياتي هم أبنائي خصوصا و أنه لا يساعدني في تربيتهم ولا في متطلباتهم, ولكن ومع كثرة المشاكل قررت البحث عن عمل وبحمد الله وجدت عملا وبحجابي-سأبدأه في سبتمبر المقبل- سأعمل مربية للأطفال في منزلي و بهذا يمكنني الاهتمام بأبنائي في نفس الوقت, كل هذا لأتجنب المشاكل,ولكن الشيء الذي كرهني فيه هو أنه في الشهور الأخيرة قام بضربي3 مرات(مع العلم أنه لم يضربني قبل هذا أبدا) و في كل مرة يكون الأمر بسيطا, ولكن بكثرة عصبيته يضربني, لا أصف لكم الإهانة التي أحس بها, آسفة لأني أطلت عليكم و لكن أرجوكم ساعدوني, أنا عمري 30 سنة لكنني أحس وكأن عمري 60 أو70 سنة, ثم أني إنسانة و أريد أن أحس بأني محبوبة وخصوصا من أقرب الناس و مع كل هذه الأحداث التي مرت أحس أنه لايحبني وما أنا إلا خادمة في هذا المنزل, وكلما أعطيت أراد أكثر. أنا حتى الآن أحاول أن لا أظهر له نفوري منه ولكن لا أدري إلى متى سيستمر هذا الحال, ثم ليس هذا هو جو الحب الذي كنت أريد أن أربي أبنائي فيه, ثم إني كلما نظرت إلى الوراء أجد أني تنازلت عن أشياء كثيرة منذ زواجي, ولا أظنني قادرة على التنازل عن أشياء أخرى, إن بقي لي ما أتنازل عنه، ملحوظة! زوجي متدين و لايترك فرضا, ويصلي صلاة الفجر عندما يستطيع. ساعدوني أرجوكم, وجزاكم الله بكل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يمن على الأخت بالصبر والثبات على الدين، ونسأله سبحانه أن يهدي زوجها إلى حسن معاشرتها كما هو واجب عليه بقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً{النساء: 19}. ولا يجوز له أن يضربها بدون حق، ولا أن يمنعها من حجابها أو يعيرها به، وعليه أن يعلم أن الحجاب واجب أوجبه الله سبحانه، ومعنى كونه أوجبه الله أنه ليس للمؤمن إنكاره والاعتراض عليه. قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب:36}. وقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً{النساء:65}. فننصح الأخت بالصبر على زوجها ونصحه بحكمة والدعاء له، وإحسان معاملته وعدم التقصير في حقوقه، ويرجى الاطلاع على الفتاوى التالية: 2019، 7981.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني