الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين حسن التبعل والنقاب

السؤال

أرتدي النقاب منذ سنتين عن اقتناع تام بأنه فرض ولكن الآن أواجه عدة صعاب تجعلني أفكر في خلع النقاب والاستمرار في لبس الحجاب الشرعي وذلك للآتي:1) أعمل مدرسة وأواجه صعوبة في ارتدائه لأنه مرفوض بالنسبة للمدرسات ويرغمون على خلعه داخل المدرسة والآن أعمل في مركز يسمح لي بارتداء النقاب ولكنه غير دائم وسوف أرجع لمدرسة ثانوي بنين في أي وقت.2) أعاني من ضغط الدم المرتفع (العالي) وأسكن في الدور السابع بدون مصعد كهربائي وقد حذرني الطبيب من صعوبات بالتنفس والقلب مع لبسه المستمر مع الوقت ولذلك أبحث منذ فترة عن شقة أخرى لكي أتجنب ذلك السبب.3) تكثر المشادات بيني وبين زوجي بسبب أنني لم أعد أهتم بلبسي أو شكلي منذ ارتداء النقاب.4) يعوقني النقاب كثيرا في ترقيتي في عملي إلى درجات أعلى أو توفير بدائل للعمل في أماكن أفضل وأنسب لي.5) سألت كثيرا وقرأت أكثر في مسألة النقاب فرض أم لا ووجدت الآن أكثر من رأي بأنه ليس فرضا وليس سنة ولكنه فضل له ثواب كبير إذا ارتدته المرأة ولا حرج عليها إذا خلعته فهل هذا صحيح لأن هذا يحيرني بشدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم تغطية الوجه والكفين وكلام أهل العلم في ذلك في الفتوى رقم: 4470، والفتوى رقم: 42. كما بينا وسائل الجمع بين الستر ورفع الضرر في الفتوى رقم: 38367. وأما حكم العمل في المدرسة إذا كانت تمنع غطاء الوجه والكفين، فقد بيناه في الفتوى رقم: 29832. ولا يجوز لك العمل في مدارس البنين في المرحلة الثانوية، لما ذكرنا في الفتوى رقم: 1665.

وأما فيما يحصل بينك وبين زوجك، فإننا ننصحك بأن تعتني بمظهرك وتتزيني لزوجك بما أباح الله تعالى من الزينة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.

ولا تعارض بين ارتدائك للحجاب الشرعي خارج بيتك وبين أن تحسني التبعل لزوجك وتتزيني له، وراجعي الفتوى رقم: 54122.

ولا ينبغي للزوج أن يكره منك لبس الحجاب الشرعي والستر الكامل، فذلك مما يصون عرضه ويحفظ أهله، والزوج الذي لا يغار على أهله ديوث وهو الذي يحب أن يرى الرجال زينة زوجته وجمالها ولا يكره ذلك.

قال ابن القيم رحمه الله: إن أصل الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له، ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة عليه حرام. وراجعي الفتوى رقم: 49407. وننصحك بمراجعة الفتوى رقم: 33755.

نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق، وأن يثبت قلبك على الإيمان وأن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني