الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تترك عملك مادمت محتاجا إليه وليس فيه مخالفات شرعية

السؤال

أنا شاب مغترب وأعمل فى دولة عربية وفي الحقيقة عملي هنا سبب لزواجي إن شاء الله، حيث إني لا أستطيع توفير المال اللازم للزواج فى بلدي، ولكن أنا متضايق وأريد أن أترك العمل ، وأخاف إن فعلت أن أكون لم آخذ بالأسباب أنا لا يهمني النتيجة ولكن، يهمني أن آخذ بالأسباب كلها، هل أترك العمل وأدعو الله أن أجد خيراً منه أم أصبر وهذا هو السؤال أترك أم أصبر أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا ننصحك بالاستمرار في عملك وعدم تركه إذا لم يكن مشتملاً على مخالفات شرعية، لا سيما وأن ذلك سيعينك على الزواج بإذن الله، فاستعن بالله واصبر على ما تلاقيه من مصاعب في بُعدك عن بلدك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.

واعلم أخي الكريم أن الدنيا دار مشقة وابتلاء، فقد قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {البلد:4}، قال سعيد بن جبير في تفسير هذه الآية: أي في شدة وطلب معيشة. وقال القرطبي في تفسيره: في كبد أي في شدة وعناء من مكابدة الدنيا وأصل الكبد الشدة.

وأما الدار التي لا تعب فيها ولا نصب فهي الجنة، كما قال أحد العلماء لمن سأله: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة. رواه أبو نعيم وابن عساكر.

وتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يرد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه أحمد والترمذي والنسائي وحسنه الألباني.

وعليك بهذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الحزن والهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني