الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصير جثة ابن نوح عليه السلام بعد أن غرق في الطوفان

السؤال

جزاك الله خيراً وأسكنك فسيح جناتة ورزقنا وإياكم الشهادة .أستاذي الفاضل لن أطيل عليك , كنت قبل حوالي العامين قد شاهدت برنامجاً عن جثة رجل اكتشفت في أعالي جبال الألب وتعود إلى آلاف السنين , وبما أنه لدي بعض الاهتمامات في التاريخ وعلم الآثار وقد قرأت قبل أيام كتاباً للأستاذ عدنان الشريف بعنوان ( من علم الفلك القرآني ) فقد تذكرت البرنامج وخطرت لي هل من المعقول أن يكون هذا الشخص الذي اكتشفت جثته هو ابن نوح ( عليه السلام ) الذي ذُكر في القرآن الكريم في سورة هود الآية 36-43 مع العلم أنه لم يذكر أن أحداً سواه اعتصم بجبل أو بغيره إلا ما ذكر في حديث رسول الله ( عليه الصلاة والسلام ) عن المرأة وطفلها الذي أرادت أن تحميه من الفيضان أتمنى أن أحصل على بعض التوضيح من سيادتكم بهذا الشأن إن كان لكم به من علم وأعتذر عن الإطالة .وشكراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كانت الجبال مأوى للصوص وقطاع الطرق ومأوى يلوذ به المطاردون. وكان الناس يقصدونها للاستفادة مما فيها من المنافع وغير ذلك، أما ابن نوح الذي ورد ذكره في القرآن فإنه لما استعصم بالجبل كما زعم طغى الطوفان على الجبل وحمله فاختلطت جثته بغيره فكل الجثث قد حملها الماء، والله أعلم أين ألقى الطوفان بجثة ابن نوح هل على جبل أو على بر، وكذلك أم الصبى فإن الماء قد حملها وابنها، قال الطبري: يزعم أهل التوراة أن الماء قد طغى فوق رؤوس الجبال خمسة عشر ذراعا فباد ما على وجه الأرض من الخلق من كل شيء فيه الروح أو شجر فلم يبق شيء من الخلائق إلا نوح ومن معه في الفلك. وقصة نوح قد حصلت بنواحي الجزيرة أوبناحية الموصل. وانظري القصة كاملة في تفسير الطبري عند تلك الآية. إذن فتلك الجثة لا يمكن الجزم بأنها جثة ابن نوح أو جثة غيره ممن هلك في الطوفان أو جثة قاطع طريق أو عابر سبيل. وعلى افتراض أنها جثة ابن نوح فإن ذلك لا تنبني عليه فائدة في الدنيا ولا في الآخرة، ولا ينبغي للمسلم أن يضيع وقته في البحث عما لا فائدة فيه. فالوقت أولى ما عني المرء وسيسأل عنه يوم القيامة سؤالين اثنين فليعد لهما جوابا " عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه.." نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يهدينا لعمارة أوقاتنا بالعلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب. والله أعلم، هذا ونلفت انتباهك إلى أن هذا الموقع هو موقع الشبكة الإسلامية وليس موقع الشيخ طارق السويدان.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني