الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في البنوك الربوية بغير ضرورة

السؤال

أنا موظف في أحد البنوك التجارية (الربوية) وقبل أن أعمل في هذا البنك مكثت فترة سنتين من دون عمل (طبعا أنا من فلسطين) وأنتم تعلمون ما تعانيه فلسطين من ضنك العيش، وأنا أكبر إخوتي الأربعة اثنان منهم يدرسون في الجامعة وأخت تخرجت قبل فترة وتعمل كمعلمة، وأبي يعمل كمدرس ولا يخفى عليكم مصاريف الجامعة وعدم إمكانية توفير مال كاف من مهنة أبي ليعيل أسرة مكونة من سبع أفراد ويصرف على طالبين جامعيين، فهل عملي في مجال البنوك يعتبر حراما رغم الظروف الصعبة المحيطة بنا، علما بأني لم أترك بابا من أبواب البنوك الإسلامية إلا وطرقتها ولكن دون جدوى، أجيبوني بأقصى سرعة لأني أعيش في حالة صراع دائم كلما فكرت بهذا الامر، مع العلم بأني وربي يشهد على ذلك أحاول أن أكون ممن يرضى الله عنهم في الدنيا والآخرة، أريحوني أراحكم الله من الهم والحزن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل في البنوك الربوية حرام شرعاً إلا في حالة الضرورة لقول الله تعالى: إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، والضرورة هي أن يصل المكلف إلى حد إن لم يتناول المحرم هلك أو قارب.

ولا نرى أنك وصلت إلى هذا الحد حتى يقال بجواز عملك في البنك الربوي، فما ذكرته من حالتك وحالة أسرتك لا يبيح لك البقاء في عملك المذكور، وعليك تركه، واصبر فإن مع الصبر الفرج، ومع العسر يسراً، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 23001.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني