الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (وكذك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض..)

السؤال

قال تعالي: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ. هل تشير هذه الآيه إلى أن سيدنا إبراهيم رأى ملك الله على عظمته وسعته في السماء والأرض إذا كان لا فكيف تمكن من رؤية كوكب بالعين المجردة والمعروف أننا نرى الشمس والقمر وبعض النجوم بالعين المجردة ولا يوجد كوكب آخر تمكن الإنسان رؤيته بالعين المجردة، أم هل كان العلم في ذلك الوقت على درجة كبيرة من التطور ثم تراجع كما يذكر البعض، فرؤية الكواكب تكررت في ذكر قصة سيدنا يوسف ولم يكن أي استغراب أو استهجان من سيدنا يعقوب لحديث سيدنا يوسف عن الكواكب (إخوته) أي المصطلح كان معروفا وربما الهيئة والشكل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال أهل التفسير في هذه الآيات: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {الأنعام:75}، قالوا: وكما أراه الله تعالى البصيرة في دينه والحق في خلاف قومه أراه ملكوت السماوات والأرض... وعن مجاهد: أراه الله ملكوت السماوات والأرض آياتها تفرجت له السماوات السبع حتى العرش فنظر فيهن، وتفرجت له الأرضون السبع فنظر فيهن، أراه الله تعالى ذلك ليكون من الموقنين بوحدانية الله تعالى وربوبيته وقدرته.... ونبوة إبراهيم ورسالته.. وقوله تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا...... {الأنعام:76}، قصة أخرى عن إبراهيم عليه السلام، ورؤيته للكوكب ليس فيها دليل على وجود تقدم علمي في ذلك العصر أو عدمه، لأن الكوكب في اللغة يطلق على كل نجم يضيء، ولهذا فسر بعضهم الكوكب الذي رآه بالزهرة وبغير ذلك من الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وكذلك الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام مع الشمس والقمر، فكل ذلك ليس فيه دليل على أنها كواكب بالمصطلح المعروف اليوم والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولم نقف على من قال بذلك من أهل التفسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني