الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا متزوج من امرأة صالحة وأنجبت منها طفلة وأحب زوجتي وتحبني ونحن أسرة سعيدة والحمد لله ولا يعكر صفوي إلا رغبة تراودني بالزواج من أخرى وهي ليست امرأة محددة. والحقيقة أنني أقاوم تلك الرغبة بشدة حرصا على سعادة تلك الأسرة فهل هذه المقاومة تدخل في تحريم ما أحل الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التعدد مباح في الأصل لمن آنس من نفسه العدل ولم يخف من الجور ، وأما من خشي عدم العدل فعليه بواحدة كما قال تعالى : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا {النساء:3} والمباح يعرفه أهل العلم : بأنه ما خُيِّر المكلف بين فعله وتركه ، وقيل: ما ليس في فعله ثواب وليس في تركه عقاب لذاته .

وعليه.. فلا يحرم عليك مقاومة رغبتك في الزواج بأخرى ما دمت لا تخشى الوقوع في الحرام فيما لو لم تتزوج الثانية ، لأنك إنما تترك مباحاً، بل قد تثاب على ذلك إذا احتسبت الأجر ، وصبرت على فوات ما ترغب فيه حفاظاً على مشاعر زوجتك ، ولا يقال لمن ترك المباح أنه حرم ما أحل الله ، وإنما يقال ذلك لمن ترك المباح تعبداً .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني