السؤال
أنا من أهل مكة وأريد أن أحج أنا وزوجتي بدون حملة (مفردين) وأريد أن أؤدي طواف الإفاضة والسعي يوم التروية ثم أذهب إلى عرفة في التاسع ثم أذهب إلى مزدلفة وأبيت إلى الساعة الثالثة من صباح يوم العيد ثم أذهب وأرمي ثم أتحلل وبعد ذلك أعود إلى منزلي وفي اليوم الحادي عشر أذهب وأرمي ثم أعود للبيت وأعود إلى منى مساءاً لأبيت وكذلك في الأيام الأخرى، هل هذه الأعمال صحيحة، وهل علي هدي، وهل وقت طواف الإفاضة والسعي صحيح، ما هي الكيفية الصحيحة لليالي التشريق من جميع النواحي، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد من التنبيه على أمور بالنسبة لما تريد أن تفعله:
أولاً: طواف الإفاضة لا يجزئ القيام به في يوم التروية فوقته عند المالكية والحنفية يبدأ من طلوع الفجر الصادق من يوم عيد النحر، وعند الشافعية والحنابلة وقته يبدأ من منتصف الليل من ليلة عيد النحر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 28966. وطواف الإفاضة ركن من أركان الحج لا يصح بدونه فمن تركه فإنه باق على إحرامه، ويجب عليه الرجوع حتى يأتي به، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 61771.
ثانياً: السعي يشترط في صحته أن يكون بعد طواف صحيح معتد به كطواف الإفاضة أو طواف القدوم لا طواف نفل أو طواف غير معتد به، وراجع الفتوى رقم: 30273، والفتوى رقم: 44613، وعليه فسعيك هذا أيضاً غير صحيح على القول المعتمد.
ثالثاً: الأفضل البقاء في مزدلفة حتى طلوع الفجر ويحصل الإسفار العالي.
رابعاً: ما ستقوم به يترتب عليه ترك المبيت بمنى ليلة اليوم الأول من أيام التشريق، وهذا يترتب عليه دم عند المالكية ، ويجب فيه صدقة عند الحنابلة والشافعية ، ولا يترتب عليه شيء عند الحنفية لكون المبيت عندهم سنة ، والراجح عندنا أنه يجب بترك مبيت ليلة واحدة التصدق بمد من طعام وهو ما بيناه في فتوانا رقم : 22148 فراجعها.
وليالي منى يجب فيها المبيت عامة الليل والأفضل أن تبيت الليل كله موافقة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن تعجلت فخرجت من منى قبل غروب شمس ثاني أيام التشريق فلا يلزمك المبيت بها الليلة الثالثة ، وأما أيام التشريق فيستحب الإكثار فيها من ذكر الله تعالى خصوصاً التكبير، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيام التشريق أيام أكل وشرب. وفي مسند أحمد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل. قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم (أيام التشريق أيام أكل وشرب) وفي رواية وذكر لله عز وجل..... وفي الحديث استحباب الإكثار من الذكر في هذه الأيام من التكبير وغيره. انتهى.
فأكثر من ذكر الله تعالى في هذه الأيام خصوصاً التكبير ولم نقف على تحديد طاعة معينة تفعل فيها غير ذلك، وإن استطعت فعل بعض الطاعات كالتصدق على فقراء المسلمين ونحو ذلك فهذا مرغب فيه في سائر الأيام.
والله أعلم.