السؤال
1-ماذا يفعل من كان فى سفر ولم يصل الصلاة حتى رجع إلى البيت هل يصلى قصرا أم تماما 2-ما هو تفسير الآية (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)
1-ماذا يفعل من كان فى سفر ولم يصل الصلاة حتى رجع إلى البيت هل يصلى قصرا أم تماما 2-ما هو تفسير الآية (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من نسي صلاة وهو مسافر أو صلاها بغير وضوء -مثلاً- ثم تذكر أنه نسيها أو صلاها بلا وضوء بعدما رجع من سفره، فالقول الراجح أنه يصليها تامة من غير قصر، لأن التخفيف بالقصر إنما جاز لعارض السفر، فلما لم تؤدَّ فيه، زال العذر فلزم إتمامها.
أما تفسير قوله عز وجل ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم من سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً) [النساء:31] إلى آخر الآية فحاصله أنه تعالى جلت رحمته يخبر عباده بأنهم إذا اجتنبوا الكبائر التي نهاهم عن ارتكابها، فإنه بمنه وفضله يكفر ما ارتكبوه من صغائر الذنوب، ولا بد من تقييد تكفير السيئات باجتناب الكبائر، وفعل الطاعات المأمور بها، وذلك لما أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده! ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويؤدي الزكاة ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له: أدخل الجنة سلام" فالآية إذن فيها حذف جملة، وتقديرها إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه- أي وتفعلوا - الطاعات نكفر عنكم سيئاتكم. وتكفير السيئات شرعاً إزالة المستحق من العقاب بثواب أزيد منه، أو بتوبة ماحية له. والكبائر ما كبر من الذنوب وعظمت عقوبته. وقد اختلف في تحقيق معنى الكبائر، ثم في عددها. فأما في تحقيقها فقيل: إن الذنوب كلها كبائر، وإنما يقال لبعضها صغيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر منها، كما يقال: الزنى صغيرة بالإضافة إلى الكفر، والقبلة صغيرة بالإضافة إلى الزنى. والقائل بهذا قال: إن المراد بالكبائر التي يكون اجتنابها سبباً لتكفير السيئات هو الشرك، واستدلوا على ذلك بقراءة من قرأ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، وعلى قراءة الجمع فالمراد أجناس الكفر، واستدلوا على ما قالوه بقوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء:48]هذا قول طائفة. وذهب جماهير العلماء مذهباً آخر، يترجم قولهم ما قاله ابن عباس: من أن الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب.
وقال جماعة من أهل الأصول: الكبائر كل ذنب رتب الله عليه الحد، أو صرح بالوعيد فيه. وقيل غير ذلك. وأما الاختلاف في عددها فقيل إنها سبع، وقيل سبعون، وقيل سبعمائة، وقيل غير منحصرة ولكن بعضها أكبر من بعض. وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله؟ عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت ثم أي؟ قال أن تزاني حليلة جارك" أخرجه البخاري وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين -وكان متكئاً فجلس- وقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت". فهذه الأحاديث تثبت أن اجتناب الكبائر مكفر للسيئات وحمل السيئات، هنا على الصغائر متعين لذكر الكبائر قبلها.
والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني