الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في السياحة الدينية

السؤال

أطلب من سيادتكم معلومات عن السياحة الدينية مثل تعريفها وآفاقها في المجالات الاقتصادية ؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عبارة السياحة الدينية عبارة حادثة يطلقها مستعملوها على الذهاب إلى الأماكن المقدسة سواء عند المسلمين أم عند غيرهم ، فيسمون بذلك الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، ويسمون بذلك أيضا الذهاب إلى الأضرحة والقبور التي تدعى من دون الله تعالى ، ويطلقون ذلك أيضا على الذهاب إلى الأماكن المقدسة عند اليهود والنصارى والهندوس وغيرهم .

ولا شك أن ذلك خلط وعدم تفريق بين الإيمان والكفر ، وبين الطاعة والمعصية ، وبين السنة والبدعة.

وقد استثنى الشرع الحنيف ثلاثة أماكن يجوز شد الرحال إليها بنية العبادة ، وهي المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى . رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة .

وعليه فإن كان المقصود بالسياحة الدينية إعانة من يريد الذهاب إلى الحج أو العمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف ، أو مسجد بيت المقدس فك الله أسره ، فإن العمل والاستثمار في ذلك جائزان بل هما من الطاعات التي يؤجر عليها صاحبها إذا استحضر نية التقرب إلى الله تعالى بذلك ، لأن في ذلك إعانة على الخير .

وأما إذا كان المقصود بالسياحة الدينية إعانة الكفار وأهل البدع في الوصول إلى الأماكن التي يقدسونها فإن العمل فيها محرم لما فيه من الإعانة على الكفر أو في أقل الأحوال على المعصية ، وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2 } .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني