الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الالتزام بالنقاب أتقى لله

السؤال

أنا فتاة عمري 23 عاماً تخرجت من جامعة القاهرة ورزقني ربي الهداية بتعمق أكثر حيث إنني أصلاً من أسرة متدينة والحمد لله، فأصبحت أحب أن أتعلم كل شيء، ولكن بهدف خدمة ديني ونصرة الإسلام وأول ما بدأت أتعلمه هو القرآن ثم تدرجت لكثير من المجالات ورزقني الله وحددت هدفي في الحياة حيث كنت بدون هدف، ورزقني ربي الهداية أكثر وتنقبت وأعترف أنها هداية من رب العالمين، وأنا الآن قد قاربت على عام من ارتدائه، وبدأت مشكلتي منذ فترة وهي أني بدأت أشعر أن نقابي أصبح عائقا بالنسبة لي وأنا لست أقول إن العيب من النقاب بل مني أنا، لأن هناك كثيرا من الأخوات يرتدين النقاب ولا توجد عندهن مشكلة ولكن أنا أجد مشكلة لا أستطيع التغلب عليها ولست أعرف التعامل مع الناس، أجد صعوبة في شغلي بسبب ذلك ولا أعرف أعبر للناس بشكل واضح عما أريده وأشعر أنني مقيدة، أنا عندي قناعة أن الشيء الذي اختلف فيه العلماء بين فرض وغير ذلك لا يصل إلى حد الفرضية، ولكن مشكلتي الحقيقية أخشى أن أخلعه فيؤدي ذلك إلى نقص قدري عند ربي أو يقلل رضاه علي، وأنا كل هدفي في الحياة هو رضا ربي ونصرة الإسلام، من فضلك أخبرني لو خلعته حتى أكون أكثر فاعلية لتحقيق هدفي وهو أن أكون نموذجا للفتاة المسلمة الناجحة لا أكون بذلك عند حسن ظن ربي بي أنا كل مشكلتي هي أن أفقد رضا ربي وحبه فأنا يملأني حبه وأتمنى رضاه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سلوك طريق الهداية والالتزام بالطاعات واللباس الإسلامي وغير ذلك من الأعمال الصالحة ينال العبد به فلاح الدنيا والآخرة، ولا يسبب له المشاكل ولا يعوقه عن النجاح في أموره، وإنما تأتي المشاكل والمعوقات والحرمان من المعاصي، ويدل لهذا قول الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {البقرة:189}، وقوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}، وفي الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.

فعليك أن تحرصي على ما هو أرضى لله في جميع الأمور ومن ذلك الالتزام بالأحوط والأتقى لله فيما اختلف في فرضيته وعدم فرضيته كمسألة ستر الوجه ولاسيما للشابة، وقد سبق أن ذكرنا الخلاف فيها في الفتوى رقم: 50794، والفتوى رقم: 30155 فراجعيها مع إحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني