الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنه الروح وأحوالها لا يمكن إدراكها

السؤال

أتساءل كثيراً بداخلي عن العلاقة بين الروح والعقل والمخ، بإيضاح عندنا صبي في بداية حياته ثم يكبر وينضج (بإذن الله) هنا هل الروح تأخذ نصيبها كذلك في هذا التطور، أم أنها تبقى هي هي، كيف يتكون الإدراك لدينا إذاً، وكيف تفسرون أن البعض في مرحلة الشيخوخة يفقد كثيراً من المهارات بل حتى البديهيات في الحياة، فهل هذا معناه أن المخ هو مسكن الروح أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليعلم السائل الكريم أن كنه الروح وماهيتها، وما إذا كانت تتطور أم لا، ومسكنها من بدن الإنسان، هي أمور لا يستطيع أحد من البشر إدراكها، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {الإسراء:85}.

ثم إن خالص ما في بدن الإنسان قلبه، وهو أمير البدن، وبصلاحه يصلح البدن وبفساده يفسد البدن كذلك، وبه يفقه العبد ويعقل، وبه يتوجه، قال الله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}.

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

وننصح السائل الكريم بطرح أسئلة يحتاج إليها في عبادته، فإن مثل هذه الأسئلة لا يتوقف عليها شيء من أمر الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني