السؤال
يرجى شرح هذا الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم و الحديث وجدته في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله تعالى ومن رواية الإمام مسلم رحمه الله تعالى: يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة. ما معنى كلمة الطيالسة هل هي نفس العمامة التي يضعها أو يلبسها رجال الشيعة الآن، وهل أن كلمة أصبهان هي يقصد بها نفس مدينة أصفهان الحالية، وهل أن اليهود سوف يرجعون إلى مدينة أصفهان في زمن ظهور الدجال، لأننا نعلم بأن اليهود الآن مجتمعون كجماعة في أرض فلسطين؟ وأكون شاكراً لكم الإجابة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطيالسة ضروب من الأكسية وقد ذكر المناوي أنها تجعل على العمائم، وقال ابن منظور في اللسان: والطيلس والطيلسان: ضرب من الأكسية، ....، وجمع الطيلس والطيلسان طيالس وطيالسة، دخلت فيه الهاء في الجمع للعجمة لأنه فارسي معرب. وأما أصبهان فهي بفتح الهمزة وكسرها وبالباء والفاء كما قال النووي في شرح مسلم.
وأما عن وجود اليهود آنذاك فلا ندري شيئاً عنه ولا عن سببه إن كان؛ إلا أن في الحديث: يخرج الدجال من يهودية أصبهان يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان. رواه أحمد وصححه ابن حجر.
وقال الحافظ في فتح الباري: قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان: كانت اليهودية من جملة قرى أصبهان, وإنما سميت اليهودية لأنها كانت تختص بسكنى اليهود. قال: ولم تزل على ذلك إلى أن مصرها أيوب بن زياد أمير مصر في زمن المهدي بن المنصور فسكنها المسلمون وبقيت لليهود منها قطعة منفردة. وأما ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً قال: يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان، فلعلها كانت يهودية أصبهان يريد البلد المذكور, لا أن المراد جميع أهل أصبهان يهود وأن القدر الذي يتبع الدجال منهم سبعون ألفا. اهـ
والله أعلم.