السؤال
أنا أعمل في محل للملابس الجاهزة أعاني من مشكلة في عمل هي أنني في بعض الأحيان أصاب بالتخبط في الأوراق المالية أي أنه عندما أبيع سلعة بقيمة 150 ريالا ويعطيني الزبون 500ريال أعيد للزبون 850 ريال والمفروض أني أعيد له 350 ريالا لكني أعتقد 500 ألف وغيرها الكثير أي بالمختصر لا أميز في بعض الأحيان بين العملات الورقية 100 أحسبها 200 و500 أحسبها 1000 أرجوكم دلوني للحل بأسرع وقت ممكن لأنها تسبب لي المشاكل الكثيرة في عملي .
وهناك ملاحظه هي أنني أعاني من كثرة الأحلام والتخيل نظرا لظروف العمل التي تجبرني للجلوس وحيدا في المحل مع الوالد فقط أي لا أجد أحدا أظل أتحاور معه بشكل حري.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبالنسبة لما ذكرته من التباس الأوراق النقدية عليك، فلا نرى له من العلاج إلا التركيز والانتباه، ولا بأس بأن تأخذ معك عاملا يعينك في عمليات الحساب، ويراقب تصرفك مع المشترين إلى أن تتدرب على ذلك، وتتأكد أنك صرت قادرا على القيام به بنفسك.
وبالنسبة لما ذكرته من كثرة الأحلام والتخيلات، فإن كنت تقصد أن ذلك يحدث لك في حال نومك فليس فيه ما يدعو إلى القلق. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحدا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب. متفق عليه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. وبه تعلم أنه لا داعي لانزعاجك بسبب هذه الأحلام خصوصا إذا اتبعت فيها توجيه النبي صلى الله عليه وسلم من النفث عن يسارك، واستعاذتك بالله من الشيطان الرجيم.
ثم إننا ننبه الأخ إلى قراءة آية الكرسي عند النوم فقد ثبت في حديث أبي هريرة الطويل: أن الشخص إذا قرأها حين يأوي إلى فراشه فلن يزال عليه من الله حافظ، ولن يقربه شيطان حتى يصبح. والحديث رواه البخاري وغيره.
والمحافظة على أذكار النوم الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنوم على وضوء مع قراءة خواتيم سورة البقرة، والمعوذات...إلخ مع الإكثار من الطاعات، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وإزالة المنكرات من البيت -إن وجدت- والابتعاد عن ما يغضب الله.
وإن كنت تقصد ما يعرف بأحلام اليقظة (الأماني) فإن عليك أن تتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري من حديث ابن عباس. فاشغل وقت فراغك بحفظ القرآن وتلاوته وتدبره، وبذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ولا بأس بأن تريح فكرك من حين لآخر بشيء من الرياضات المباحة، والتحدث مع الإخوة والأصدقاء، ومشاهدة بعض المناظر الجميلة في الطبيعة، ونحو ذلك مما يستريح فيه الفكر ويتسلى به الضمير، ثم إن عليك أن تبتعد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على العقل فقد يكون السبب الأكبر في عدم تركيزك خصوصا القات.
والله أعلم.