الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكل لحم البقر والتداوي بسمنه ولبنه

السؤال

لقد سألتكم عن متن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: لحم البقر داء ولبنه شفاء. أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لكنكم أحلتموني إلى جواب لفتوى حول لحم البقر، والذي أريده هو متن الحديث إن كان صحيحاً ودرجته؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وردت أحاديث، فيها هذا المعنى، من ذلك ما رواه الحاكم في المستدرك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «‌عَلَيْكُمْ ‌بِأَلْبَانِ ‌الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تَرِمُّ مِنْ كُلِّ شَجَرٍ، وَهُوَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» قال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. انتهى. وفي رواية له: «‌عَلَيْكُمْ ‌بِأَلْبَانِ ‌الْبَقَرِ وَسُمْنَانِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلُحُومَهَا فَإِنَّ أَلْبَانَهَا وَسُمْنَانُهَا دَوَاءٌ وَشِفَاءٌ وَلُحُومُهَا دَاءٌ» وقال أيضا: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. انتهى.

كما جاء هذا المعنى فيما أخرجه الأئمة: أحمد والبزار في مسنديهما والنسائي في الكبرى وابن حبان في التقاسيم والأنواع وغيرهم.

وقد ضعف الحديث جماعة من الحفاظ، وقال بعضهم إنه معارض لما صح من أنه صلى الله عليه وسلم ضحى ببفرة، وقالوا إنه صلى الله عليه وسلم لا يتقرب إلى الله تعالى بما فيه داء، وتأوله آخرون بأن هذا التوجيه خاص بمن هم في بلاد الحجاز، قال السخاوي في المقاصد الحسنة بعد ذكره لما قيل في هذا الحديث: «... وقد ضحى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نسائه ‌بالبقر، وكأنه لبيان الجواز أو لعدم تيسر غيره، وإلا فهو لا يتقرب إلى اللَّه تعالى بالداء، على أن الحليمي قال كما أسلفته في: عليكم، إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قال في ‌البقر ذلك ليبس ‌الحجاز ويبوسة لحم ‌البقر منه، ورطوبة ألبانها وسمنها، واستحسن هذا التأويل.» انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني