السؤال
هل يمكن أن أعرف ما هي كفارة اليمين الكاذبة لشخص توفي؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا النوع من الأيمان لا كفارة فيه عند أكثر أهل العلم وإنما تجب منه التوبة إلى الله تعالى، قالوا لأنه أعظم من أن يكفر، قال ابن قدامة في المغني: ومن حلف على شيء، وهو يعلم أنه كاذب، فلا كفارة عليه، لأن الذي أتى به أعظم من أن تكون فيه الكفارة. هذا ظاهر المذهب، نقله الجماعة عن أحمد، وهو قول أكثر أهل العلم منهم ابن مسعود وسعيد بن المسيب والحسن ومالك والأوزاعي والثوري والليث وأبو عبيد وأبو ثور وأصحاب الحديث وأصحاب الرأي من أهل الكوفة، وهذه اليمين تسمى يمين الغموس، لأنها تغمس صاحبها في الإثم، قال ابن مسعود: كنا نعد من اليمين التي لا كفارة لها، اليمين الغموس، وعن سعيد بن المسيب قال: هي من الكبائر، وهي أعظم من أن تكفر، وروي عن أحمد، أن فيها الكفارة وروري ذلك عن عطاء، والزهري، والحكم، والبتي وهو قول الشافعي. انتهى.
فعلى مذهب الجمهور ينبغي أن تستغفروا لهذا الميت وتترحموا عليه من غير دفع كفارة عنه، ولو جمعتم بين الاستغفار والكفارة مراعاة لقول الشافعي ومن وافقه كان ذلك أحوط، كما وقد سبق أن بينا ما هي كفارة اليمين في الفتوى رقم: 29925، وتدفع الكفارة من تركة الميت كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 58005، ولو دفعها عنه أحد أقاربه أو غيرهم جاز ذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني