الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (يلتقي الخضر وإلياس كل عام..)

السؤال

قرأت مرة أن من قال في صباحه هذا الحديث ثلاث مرات عصمه الله من الغرق والحرق والعقرب ووو وهذا نصه: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف الشر إلا الله، ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. فما رأيكم دام فضلكم في ما طرحت؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد هذا الكلام في أثر يروى في اجتماع الخضر وإلياس عليهما الصلاة والسلام ذكره السيوطي في الدر المنثور فقال: وأخرج العقيلي والدارقطني في الأفراد وابن عساكر، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. قال ابن عباس: من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات، أمنه الله من الغرق والحرق والسرق ومن الشياطين والسلطان والحية والعقرب. انتهى.

وذكره ابن حجر في الإصابة وقال: قال الدارقطني في الأفراد: لم يحدث به عن ابن جريج غير الحسن بن رزين، وقال أبو جعفر العقيلي: لم يتابع عليه وهو مجهول وحديثه غير محفوظ، وقال أبو الحسين بن المنادي: هو حديث واه بالحسن المذكور. انتهى.

وقد جاء من غير طريقه، لكن من وجه واه جداً أخرجه ابن الجوزي من طريق أحمد بن عمار حدثنا محمد بن مهدي حدثنا مهدي بن هلال حدثني ابن جريج... فذكر له لفظاً قريباً مما سبق ثم قال ابن الجوزي: أحمد بن عمار متروك عند الدارقطني، ومهدي بن هلال مثله. وقال ابن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات. انتهى.

وقد تكلم ابن كثير عليه وطعن في سنده، وذكر قصصاً في لقاء الخضر ببعض السلف وطعن في الجميع فقال: وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جداً لا يقوم بمثلها حجة في الدين، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف في الإسناد وقصاراها أنها صحيحة إلى من ليس بمعصوم من صحابي أو غيره لأنه يجوز عليه الخطأ. والله أعلم. انتهى.

وقال العجلوني في كشف الخفاء: أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند ضعيف عن أنس وأخرجه أبو إسحاق الزكي في جزء له عن ابن عباس. وقال في التمييز تبعاً للأصل كشيخة الحافظ ابن حجر: منكر لا يثبت فيه شيء.

وراجع في حكم الدعاء بغير المأثور الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51531، 52405، 57658.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني