الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي للزوج منع زوجته من الاتصال بأهلها والإحسان بهما

السؤال

أنا تزوجت من إنسان متدين وعلى خلق والحمد لله ولكن عنده عقدة تسمى أهل الزوجة فله إخوان أكبر منه عندهم انتماء كبير لأهل زوجاتهم يعني يعتبر نوعاً ما أكثر من انتمائهم لأهلهم فهو لا يريد أن يصبح مثلهم وهو أصغرهم ولكن المشكلة الأكبر أنه يرفض أن أتكلم معهم مع أني في بلد ثان لست في نفس البلد الذي هم فيه ويرفض أن أشتري لأمي هدايا ثمينة أو قيمة نوعاً ما مع أنه والحمد لله وضعنا المادي جيد ويسمح فأنا صرت أضطر أن أعمل هذه الأشياء من وراء ظهره أكلم أهلي فأشتري البطاقات بالسرقة منه وأشتري الهدايا بالسرقة منه، هو بار جداً بأمه لدرجة لا يمكن أن أصفها لك ولكن لماذا لا يريدني أن أبر والدي كماهو يبر والدته (والده متوفى) كل ما أقول له أريد أن أكلم والدي يقول لي لا داعي لمصروف على كلام لا يفيد شيئا وهو يكلم والدته كل جمعة ولوقت طويل وحتى لولاداتي أنجبت له طفلين وبعمليات وطلبت منه أن يحضر لي أمي فرفض بحجة أنه لا يحبها لأنها عملت له بعض المشاكل قبل الزواج فما هو الحل كيف أجعل علاقته بأهلي جيدة أو على الأقل كيف أجعله يجعلني أبر بوالدي كما هو يبر بوالدته لا أريد أن أعمل شيئا من وراء ظهره وهذا الموضوع يتعبني ويخيفني لأن زوجي شخصيته قوية جداً ويمكن لو عرف أن يعمل لي مشاكل كثيرة، كيف أقنعه مع أني حاولت بكل الطرق بآيات قرآنيه وأحاديث فكانت حجته أنني بنت وليس المطلوب مني بر الوالدين هذا الكلام للرجال فقط، كل مرة نفس الحجة دفعني لأن أخبئ المال من وراء ظهره لشراء الهدايا لأهلي وهم لايقصرون بحقي أبداً وحتى لو قصروا فهم بحاجة الي الآن فأمي تعبانه لأنها وحيدة في البيت كل إخواني وأخواتي تزوجوا تمر علي أيام أتمنى أن أسمع صوتها وأطمئن عليها لأنني حين أكلمها تقول لي إنه صار لي 3 أيام لم آكل لأنني وحيدة وأبوك في العمل طول اليوم فمكالمتك فتحت لي نفسي وسأذهب لآكل الآن هذا أقل شيء ممكن أن أعمله لهما والذي يزيد من شعوري بالذنب نحوهما أنني لم أكن ابنة بارة بمعنى الكلمة عندما كنت في بيتهما فقد كنت أعاند أمي كثيراً ولا أسمع كلامها إلا نادراًُ ولكن عندما أصبحت أما أدركت أنني لم أكن على صواب وأردت أن أعوضها عن ذلك ولكن هناك من يمنعني للأسف ؟أفيدوني جزاكم الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن برك بالوالدين واجب شرعي كما أن طاعة الزوج واجب شرعي، ولا يحل لزوجك منعك من التكلم معهما ولا من الإحسان إليهما والإهداء لهما ولغيرهما من الأقارب إن كان ما تصرفينه في ذلك من مالك الخاص سواء ملكته عن طريق إعطاء الزوج أو بغير ذلك، والأحسن أن تكتمي ذلك عنه تفاديا للمشاكل، وأما السرقة من مال الزوج لتتصلي بأهلك أو تهدي لهم فلا تجوز إذا منعك من ذلك، وعليك أن تسعي في التوفيق بين زوجك وأهلك وتقنعيه بمساعدتك على برهم، وننصحك إذا كان عندك مال أن تأتي إليه دائما ببعض الهدايا وتوهميه أنها هدايا مبعوثة له من أهلك، ويمكن أن تقولي له إنهم يسلمون عليه ويدعون له ويسألون عن أحواله ويحبونه ويحبون الاطمئنان عليه، وإياك أن تنقلي له شيئا من انطباعاتهم السلبية عنه، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 8454 ، 7260 ، 70592 ، 70321 ، 19419 ، 52655 ، 63123 ، 52870 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني