الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر فسخ الوكالة من العقوق

السؤال

أنا عندي مشكلة مع والدي وباختصار شديد قام والدي وكتب البيت باسم والدتي وتوفيت والدتي أسال الله أن يرحمها بعد ذلك طلب أبي منا التنازل عن البيت وعمل وكالة شرعية له، وبالفعل عملنا وكالة شرعية بالتصرف بالبيت وقمت بإقناع إخوتي بذلك، بعد مضي فترة قام بالزواج من امرأة أخرى وقد أنجب منها أولادا، بعدها
وإلى الآن لم يفعل شيئا في البيت فهو ما زال باسم والدتي وأنا أرغب بإلغاء الوكالة فهل أعتبر عاقا لوالدي؟ هو في وجهة نظره أن البيت له وليس لنا حق به.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك قد وهب لوالدتك رحمها الله هذا البيت وحازته الحوز الشرعي المعتبر بحيث رفع يده عنه ومكنها من التصرف فيه كما هو موضح في الفتوى رقم: 58686 ، فقد ملكته بذلك وأصبح من جملة ميراثها الذي يقسم حسب التقسيم الشرعي للميراث، فإن قمتم بالتنازل عن نصيبكم فيه لوالدكم وحازه أيضا الحوز الشرعي فقد أصبح ملكا له، وله أن يتصرف فيه كما يشاء، أما إذا لم تقوموا بالتنازل عنه فإنه لا يزال باقيا على ملككم، ولكم أن تفسخوا الوكالة التي لأبيكم ولا يعتبر ذلك عقوقا؛ كما هو موضح في الفتوى رقم: 43641.

أما إذا لم يكن قد وهبها هذا البيت وإنما كتبه باسمها على أنها تستحقه بعد وفاته -كما يفعل ذلك كثير من الناس- فهذا وصية وليس هبة، وقد بطلت بموت الموصى لها، والبيت باق على ملك والدكم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 36133.

وعلى كل حال، فالذي ننصحكم به أن تحاولوا استرضاء والدكم وبره بكل طريق ممكنة، ولا بأس في ذلك بتوسيط أحد الخيرين من الأهل والأصحاب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

وننبه إلى أنه لا يجوز التحايل لأجل حرمان إخوتك غير الأشقاء من ميراثهم من والدهم فإن هذا التحايل من المحرمات بل من الكبائر، وراجع الفتوى رقم: 27901.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني