الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأم ترغب في تزويج ولدها وهو لا يريد

السؤال

أمي تريد زواجي بأسرع ما يمكن وأنا أرفض لدرجة أنها تصاب بالمرض نتيجة القلق الدائم، أنا فكرتي هي السفر إلى فلسطين للمساعدة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل حكم الزواج، وذكرنا أنه قد يكون واجباً أو مستحباً أو ممنوعاً حسب الحالة التي فيها الإنسان، ويمكن أن تراجع فيه الفتوى رقم: 16681.

وذكرنا أن الزواج للقادر عليه أفضل من عدمه لورود النصوص الكثيرة التي تحث على ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى. رواه البيهقي عن أبي أمامة.

ومن المعلوم أن طاعة الأم في المعروف واجبة، وعصيانها في الأمور المستطاعة من المعروف يعد عقوقاً، وقد فرض الله الطاعة للأبوين في المعروف، وخص الأم بمزيد من العناية والبر وحسن الصحبة، ففي الصحيحين: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك؟ قال: ثم من؟ قال: أبوك.

وبناء على ما ذكر، فإن كنت ممن وجب عليه الزواج أو يستحب له، لزمك أن تطيع أمك فيما تريده من زواجك، وإن كنت ممن لا يجوز له الزواج فليس لك أن تطيع أمك فيما تريده منك، لأنه لا طاعة في معصية، وإنما الطاعة في المعروف، وعلى أية حال فإن تفكيرك في السفر إلى فلسطين للمساعدة لا يتعارض مع ما تريده منك أمك من الإسراع في الزواج إن كنت من أهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني